لماذا استخدم القران اسم الاشارة للبعد والقرب في سورتي البقرة والاسراء.؟!

بقلم: منصور بلعيدي

الأسماء الإشارية في القرآن الكريم تُستخدم بشكل دقيق ومتقن لنقل معانٍ مختلفة ولإيصال الرسائل المراد توصيلها بفاعلية. المثال الذي ذكرته يُظهر هذا الاستخدام المميز.

*في سورة البقرة:* *"ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ"* (البقرة: 2). استخدام اسم الإشارة "ذَٰلِكَ" يشير إلى القرآن الكريم، ويُفهم من هذا الاستخدام أن القرآن يحمل مكانة عظيمة وشأنًا رفيعًا يُلتمس من بعيد.

*في سورة الإسراء:* *"إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"* (الإسراء: 9). استخدام اسم الإشارة "هَٰذَا" في هذه الآية يشير إلى القرآن أيضًا، ويعني أن القرآن حاضرٌ وماثل أمامهم ويهديهم إلى الطريق المستقيم.

الفرق في الاستخدام يعود إلى السياق والمعنى المراد توصيله:
- *"ذَٰلِكَ"* يُستخدم لإظهار بعد المرتبة والمقام الرفيع والعظمة.
- *"هَٰذَا"* يُستخدم لإظهار القرب والحضور والتفاعل المباشر.

والخلاصة:
لماذا ذكر الله تعالى الكتاب في سورة البقرة بالبعيد ( ذلك الكتاب) وذكره بالقريب في سورة الاسراء ( هدا القران)؟!

 الجواب:
 قوله تعالى : (ذلك الكتاب لاريب فيه) هي اشار الى القران باسم الاشارة (ذلك) بمعنى البعد.. وهي اشارة الى بعد الكتاب عن الريب نفي الربب عنه. 

اما في قوله تعالى ( ان هدا القران يهدي للتي هي اقوم) فاستخدم اسم الاشارة للقرب (هذا) وتعني ان هدا الكتاب (القران) قريب من الاستقامة لمن تمسك به وانه يهدي الى الاستقامة على امر. 

وبهذه الطريقة، يستخدم القرآن الكريم الأسماء الإشارية لنقل الفروق الدقيقة والمعاني المختلفة ببلاغة تامة.