صفارات الإنذار .. بين أسطورة المليار الذهبي وشبح الحرب العالمية الثالثة

في عالم يبدو أنه يتهاوى تحت وطأة تناقضاته، تطفو على السطح نظرية مثيرة للجدل تُعرف بـ"المليار الذهبي"، تلك الفكرة التي رُوج لها عبر أروقة المؤامرات السياسية والاقتصادية، حيث يُقال إن هناك نخبة عالمية ـ تُتهم بأنها تنتمي إلى منظمات سرية كـ"الماسونية اليهودية" ـ تهدف إلى تقليص سكان العالم إلى مليار نسمة فقط، يعيشون في رخاء مطلق وسلام على حساب تدمير بقية سكان الأرض. ولكن، هل نحن أمام سيناريو حقيقي أم مجرد وهم تغذيه المخاوف البشرية من المستقبل؟  

 
منذ عقود، والعالم يترقب لحظة فارقة قد تُغير وجهه للأبد. الحديث عن حرب عالمية ثالثة لم يعد مجرد تكهنات، بل أصبح شبحًا يلوح في الأفق مع تسارع الأحداث السياسية والعسكرية على الساحة الدولية ،من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ومن آسيا إلى الأمريكتين، تتزايد التوترات، بينما تتسارع الدول في تعزيز قدراتها العسكرية، وكأنها تنتظر صفارة الإنذار التي ستعلن عن بداية الصراع الكوني.  

ولا يمكن تجاهل دور الولايات المتحدة الأمريكية في هذا السياق، إذ تتهمها العديد من الأصوات الدولية، بأنها تقف وراء تطوير ونشر فيروسات مهجنة تستهدف البشرية بأكملها، في محاولة لإعادة تشكيل العالم وفقًا لمصالحها الاقتصادية والسياسية. الفيروسات القاتلة التي اجتاحت العالم مؤخراً قد تكون مجرد بروفة أولية لحرب بيولوجية أوسع نطاقاً، تستهدف كل بلدٍ لا يخضع للهيمنة الغربية.  
 
أما الشرق الأوسط، فيبدو أنه سيكون المحطة الأولى لهذا الصراع الفاصل ، التوقعات تشير إلى أن تحالفاً دولياً قد يتشكل للإطاحة بالنظام الإيراني، الذي يعتبره البعض تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي. هذا النظام، الذي وجد دعمه في بعض الدول الموالية له، قد يواجه عزلة كاملة قبل أن يتعرض لضربات عسكرية خاطفة تسعى إلى إزالته من المعادلة السياسية والجغرافية في المنطقة.  

وفي مشهد آخر، قد تصبح قطر، التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية كبرى، نقطة اشتعال لهذه الحرب، خاصة إذا ما تدخلت روسيا لدعم حلفائها في المنطقة. السيناريوهات المحتملة تشير إلى قصفٍ مكثف قد يطال القواعد العسكرية الأمريكية هناك، ما يجعل قطر أول دولة عربية تدفع ثمن هذا النزاع الدولي.  

روسيا، التي لطالما كانت لاعبًا رئيسيًا في السياسة الدولية، قد تجد نفسها تتهاوى تحت وطأة الحرب؛ التحليلات تشير إلى أن موسكو قد تواجه انهيارًا سياسيًا وعسكريًا غير مسبوق، ما سيؤدي إلى نهاية دورها كقوة عظمى ،وفي الوقت نفسه، قد تشهد الإمارات فيضانات كارثية تغرق مدنها وموانئها، ما يجعلها عاجزة أمام تداعيات الحرب، سواء كانت عسكرية أو طبيعية.  
  
وفي خضم هذا المشهد المتأجج، يبدو أن اليمن، هذا البلد الذي يعاني من صراعات داخلية مريرة وتحديات إنسانية متفاقمة، قد يكون النقطة التي تشتعل منها فتيل الحرب الكبرى ،اليمن، الذي يمتلك موقعًا استراتيجيًا على البحر الأحمر، قد يصبح ساحة لصراعات إقليمية ودولية، حيث تتلاقى المصالح وتتناقض السياسات.  

لكن المأساة الحقيقية في اليمن ليست في موارده أو موقعه، بل في عقول قياداته التي تعاني من التخبط السياسي والإداري، عندما تُهمش الكفاءات وتُستبدل بمن لا يملك رؤية أو دراية، تصبح النتيجة كارثية، وطنٌ يُدار بسياسات عشوائية، ويُترك لقوى داخلية وخارجية تعبث به دون وعيٍ أو إدراكٍ للعدو الحقيقي.  

رغم كل هذه الفوضى، هناك من يرى بصيص أمل في أن النهاية ستكون لصالح الإسلام، التحليلات التي تستند إلى نبوءات دينية أو توقعات سياسية تشير إلى أن الشرق قد ينتصر في النهاية على الغرب، وأن الإسلام سيعود ليكون القوة الحضارية الأكبر في العالم.  

ولكن، قبل أن نصل إلى هذه النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل نحن على أعتاب حرب كونية لا مفر منها؟ أم أن البشرية ستجد طريقًا للسلام قبل أن تضيء الأرض بلهيب الحروب؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات، في عالمٍ يقف على حافة الانفجار....

عضو الهيئة الادارية بالسفارة اليمنية بمدينة جدة السعودية