حديث روحي بينك وبين نفسك !!
حين تجلس وحدك
بعيداً عن ضجيج الحياة وضوضاء العلاقات
وتبدأ بمحاسبة نفسك .. تسألها :
ماذا صنعت من خير ؟
من دعوة صادقة ؟
من عونٍ خفيٍّ أو جَليٍّ للآخرين ؟
تستعرض شريط الذكريات
تبتسم حين تتذكّر من فرحت بمساعدتهم
حين كنت سبباً في انفراج همّ
أو مفتاحاً لفرصة .. أو ساتراً لزلة !!
لكن فجأة يعترض هذا الشريط مشهد مألوف جداً
شخص أحسنت إليه فردّ الإحسان بغدر
شخص دعمته .. فخذلك !!
شخص رفعت شأنه
فحاول أن يتجاهلك !!
فتسأل نفسك :
لماذا ؟
هل كنت مخطئاً حين أحسنت ؟
هل كان يستحق ؟
تتردّد داخلك إجابتان :
– ما كان يستحق
– لكنك أنت أهلٌ لما فعلت
وهنا تكمن الحقيقة العميقة :
أنت لا تفعل الخير لأن الآخر يستحق
بل لأنك أنت تستحق أن تكون من أهل الخير !!
قد تُقابل بالنكران
أو بالتشكيك
أو حتى بالإساءة
لكن القيمة الحقيقية لما فعلت
لا تُقاس بردود أفعال الآخرين
بل بنيتك .. وصفاء قلبك .. وأثرك في الحياة !!
الغريب والمؤلم أحياناً
أنك ترى من يُساويك بمن لم يُحسن
أو من لم يحرّك ساكناً !!
لكن هنا يبرز الامتحان الحقيقي :
هل تفعل الخير لأنك تنتظر مكافأة بشرية ؟
أم لأنك لا تستطيع إلا أن تكون أنت
هذا الإنسان الذي اختار أن يكون نوراً
حتى لو أحاطه الظلام !!
هي دروس :
ليست كلها عقوبة
ولا كلها جزاء !!
أحياناً يضع الله في طريقك من لا يستحق
ليختبر صدق نيتك ..
وأحياناً ليذكّرك أن الأجر عنده
لا عند الناس !!
ولعلّ من الغدر ما يكون فيه تنبيه لك
أن تضع حدوداً أو تعيد تعريف مفهوم العطاء !!
في الختام :
افعل الخير
وامضِ ..
لا تلتفت كثيراً لمن قابلوا الإحسان بالجفاء
فمن أساء إليك بعد خير
لم يُسقطك .. بل كشف نفسه !!
وأنت
بينك وبين نفسك .. تعلم :
أنك فزت
لأنك اخترت أن تكون من أهل الفضل
لا ممن يُطفئون النور في قلوبهم
وهذا يكفيك !!