يا راعي أخرج غنمك فإني أرى البرسيم يأكلها

روي عن السلف الصالح أنه مر رجل صالح على راعياً تاركاً غنمه ترعى في أرض الآخرين 
فقال له الرجل الصالح يا راعي أخرج غنمك فإني أرى البرسيم يأكلها فسخر الراعي من قول الرجل الصالح فضحك وقال دع البرسيم يأكلها 
فذهب الرجل الصالح عنه وحينها هذه النتيجة لمن لا يعتبر 
ما أن تخرج شاة من الأرض فإذا هيا صريعة وحينها علم الراعي أن المال الحرام مهلك فتمنى أن يكون من الناصحين، ولكن الندم أتى متأخر بعد أن وقع الفاس بالرأس 
هذه هي نتيجة من ليس له نور و يأكل المال الحرام ويأخذ حقوق الآخرين في بداية الأمر لم يشعر بهذا الخطر لوجوده في نشوة الطفل المراهق الذي رأى نورا لم يتوقع حدوثه مال كثير ورزق وفير وجاه وسلطان وخدم وحشم وعمارات وقصور ويراى كذلك مال سائب لا قانون يردع البغاة ولا أصحاب الحق يستطيعون أن يوقفوا ضد هذا الظلم.

أنها النشوة يا سادة أنها الفرصة التي سنحت له من العدم مخبول ولا عقل فيه لا يعلم أن ذلك النور غداً ظلام والسعادة التي يعيشها ويفرح بها اليوم إنما هي شقى وحزن وندامه غداً أن تلك الأموال التي اكتسبها بالحرام ظلم وعدوان إن عاقبتها جحيم وعذاب أليم ومن هنا أقول لراعينا أخرج غنمك ياراعي فإني والله أرى البرسيم يأكلها .

هل من يتعض من حكمة ما قد سلف أم سيبقون على غيهم يعمهون نصحنا وما أجرنا إلا على الله 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته