الاعتراف بالحق فضيلة
بقلم: منصور بلعيدي_
الواقعية السياسية لا تقدح في قناعات الناس، بل هي الوسيلة الأكثر نجاعة في مواجهة المشكلات المعقدةوتكسب صاحبها قبولاً عند الآخر لأنها أكثر مصداقية من الدبلوماسية المغلفة بمنطق المغالبة.
وعلى هذا الأساس فحديثي اليوم عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان أفضل الرؤساء والملوك العرب في الحفاظ على الإسلاميين وعدم إيذائهم.
وحين اختلف معهم، كان اختلافه _رجولياً_ ولم ينزل إلى حضيض أترابه في التعامل مع الإسلاميين بصلافة ورعونة وحقد كما هم يفعلون.
كان بإمكانه الخوض فيما خاض فيه أترابه الرؤساء والملوك العرب من الطغيان والاستبداد والاستئساد على الشعوب ومسح الإسلاميين من الخارطة السياسية، كان ذلك ممكناً جداً ، وإن فعل فسيقف معه المحيط الإقليمي لا شك لأن ذلك ديدنهم.
لكنه أبى أن يسير في ركابهم وظل رجلاً في خصومته حتى آخر لحظة حتى مع الحوثيين الغدارين.
لكن مشكلته التي أنهت حياته السياسية والوجودية أيضاً هي عناده الكبير وركوبه رأسه، فوقع بيد من لا عهد لهم ولا ذمة.
وكان المفروض أن يحافظوا عليه فقد أعطاهم من أسباب القوة ما لا يحلمون به وجعلهم حكاماً وهم لا يصلحون لرعي الأغنام فولاهم رعاية الأنام.
ورغم ذلك غدروا به لأن الغدر متأصل في تجاويف أدمغتهم الفارغة من كل معاني الوفاء وقيم الرجولة، ونسوا قوله تعالى: *"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"* وهم يدعون انهم المسيرة القرانية.
لقد أكل قلوبهم الحقد الأسود فقتلوه بدلاً من أن يكرموه.
ولو كان سمع النصائح الصادقة وتنازل لثوار 11 فبراير طواعية، لكان اليوم يمثل الأب الروحي لليمن.
لكن شاءت الأقدار وفق مشيئة رب الأقدار، فكانت نهايته مأساوية لا تليق بأمثاله.
أقول هذا من باب العدل مع المخالف تطبيقاً لقوله تعالى: *"ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى"*
*مرفأ قلم:*
فتح الحمار مذكرة يومياته وكتب فيها :
« انا لا أعرف كـم مضى مـن الزمن على رحيــل الأســـد ، ولكن وصلت في نهاية عمري إلى قناعة راسخة لكنها قاسية و مؤلمة مفادها أن ديكتاتورية الأسدأفضل من حرية القردة والكــلاب فهـو لــم يكن يستعبـــدنا بل كــان يحمـينا مـــن قـــــرود تبيع نصف الغابة مقابل المـــــــوز ، وكلاب تبيع نصفها الآخر مقابل العظام.....»