ثمة أسباب تجعل الطالب يغش

مع دخولنا الموسم النهائي لأكمال  مرحلة التعليم الثانوي في المناطق المحررة تتوارد أنباء عن تفشي واستفحال ظاهرة الغش بكل طرقه القديمة "البراشيم" والجديدة "الهاتف المحمول" ككل عام وهذا شيء ليس بجديد ولاغريب بل متأصل ويزداد ويربو حدته كل عام، دفعني ذلك للبحث عن الأسباب الحقيقية والرئيسة حول أسبابه ودوافعه واستخلصت الآتي، أن تفشي ظاهرة الغش تعود إلى أسباب عديدة أهمها قلة معاش المعلم! نعم قلة معاشه الذي يضيع وقته بحثًا عن عمل إضافي يستطيع تغطية نفقة ومصاريف من يعول، وما عدم انتظامه في تأدية عمله بالشكل الصحيح وكثرة تغيبه إلا خير دليل على ذلك، تسبب ذلك الإجراء في تأخره في قطع أشواط من المنهج مما دفع التلاميذ إلى حيل وأساليب مختلفة علها تغطي النقص الحاصل، وللخروج من المأزق والهروب من شبح الرسوب حدث الغش، فمتى ماتم تكريم المعلم ورُفع قدره ومكانته ورفع معاشه بين الآخرين أضمن بأن يصبح الغش من الماضي وفي خبر كان أو على الأقل تنحصر خارطته.

ومن ضمن تلك الأسباب التي تجبر الطالب للجوء على الغش وطرق بابه في الامتحانات  أمنيته على إحراز وتحقيق دراجات متقدمة تؤهله للالتحاق بالكليات ذات السقف العالي التى تضع حد وشروط قبول تعجيزية، ليلجأ إلى استخدام الطرق الملتوية، وبالإضافة إلى ماتم ذكره ضعف مستوى الطالب نفسه (وتحت كلمة نفسه نضع خطين) بسبب تسيبه وعدم المبالاة مع غياب وضعف الإدارات المدرسية في ملاحقة تلك الفئة واستدعاء أولياء أمورهم وفصلهم أن تطورت الحالة لذلك توفرت لهم ارض خصبة حينما لا يجدون دربًا أو طوق نجاه يساعدهم على تخطي العقبة الكئداء.

أنتج لنا الغش خريج ثانوي لا يقرأ لوحة إعلانية بباب محل وإذا قرأ يخطئ ولايفهم، ويحتاج وبأمس الحاجة إلى تأهيل آخر وألحاقه بمدارس محو الأمية وتعليم الكبار، لماذا؟! لأنه فقد الثقة في مجتمه وبات ضحية تعليم هش قائم على الغش.

 آخر الصيحات المتداولة بين الطلاب أن الذي يعتمد على نفسه ولا يغش يعتبر شاذ ومحاط سخرية أقرانه، وبات الغش جزء رئيس لإتمام التعليم، فعليه أن ظاهرة الغش مستفحلة ولا يتحرج الطالب في وضع الخطط والبرامج الفنية للغش أكثر من مذاكراتهم وأصبحت مادة "الغش" هامة يتعلمهوها خارج أسوار مدارسهم بل ويتقنهونها ولا تحتاج إلى مجهود فكري لبساطها، حينما  اصبحت هذه الظاهرة حاصلة ولاينكرها أو ينفي تواجدها أي معلم لذلك من وجهة نظري لو أن امتحانات الثانوية العامة "الوزارية" تُلغى كإلغاء الوزارة إتمام التعليم الإعدادي "تاسع" سابقًا، ونكتفي بما ترفعه الثانوية من نتائج، لحصلنا على نتائج شبه حقيقة لايتعدى الطالب فيها نسبة 90% وبنسب معقولة لا تشبه نتائج ماتعلن عنه الوزارة من قبيل 99,87 و 99,99% .

لا يمكن القضاء على الغش إطلاقًا فكل دول العالم تشكو منه وتحاربه إلا هنا فنحن نشاهده صوت وصورة ونقوم بمباركته وتنميته من قبل أولياءهم وحث ابنائهم الطلاب للجوء إليه فهو المخلص وبأشارة "شباش أبني" مع ابتسامه عريضه على اعتباره فهلوة وشطاره.

الخلاصة أتمنى إلغاء الإمتحانات الثانوية التي تكلف الوزارة مبالغ في الطباعة والتوزيع والتوريد والمراقبة ثم التصحيح النموذجي ثم الإعلان وأهم من ذلك وضع درجات ونسب خيالية لطلاب لا يستحقونها، مع علمنا بمستوياتهم فهم بلداء متأخرين علميًا وسلوكيًا، واطلاقهم كميات من السخرية للوزارة التي منحتهم الدرجات العالية التي رصدت لهم، بالإضافة مع التركيز على رفع مستوى المعلم ماليًا وتأهيليًا وإعادة الأمل له بأن له وزارة تهتم به وتوليه جل اهتمامها بكل تأكيد سيقابل ذلك معلم نشيط صافي الذهن غزير العطاء يعطي كلما بوسعه وهذه أهم الخطى للقضاء على فيروس الغش.