كفاكم وعودا لا تطعم جائعا ..الجوع لا ينتظر!
بقلم: نجيب الداعري
لم يعد المواطن يفكر في السياسة ولا في الصراعات، فمعركته الحقيقية اليوم تحولت إلى صراع يومي من أجل لقمة العيش لا أكثر.
فحين تسير في أي سوق أو شارع من شوارع الوطن، لا بد أن تسمع صوتاً يشتكي: "انخفض سعر الصرف مؤقتاً، لكن الأسعار بقيت كما هي، بل زادت!"
عبارات كهذه تتكرر على ألسنة الناس في كل مكان، فالجميع يشتكون من جشع بعض التجار ومن غياب الرقابة وضعف مؤسسات الدولة، لتبقى النتيجة واحدة: المواطن هو الضحية والخاسر الأكبر دائمًا.
وفي الأماكن العامة، تتردد ذات الكلمات المألوفة:
"لا الموظف نال راتبه كاملاً، ولا من يملك عملة صعبة شعر بتحسّنٍ ملموس، السوق يبتلع كل بصيص أمل، والناس يعيشون على الانتظار والوعود."
في شوارع الجنوب الحبيب، تمشي الحكاية قبل أن تمشي الأقدام، وتُسمع الشكوى قبل أن تُقال الكلمة.
وجوهٌ متعبة، وأصوات تختنق بالأسئلة التي لا تجد لها جواباً:
هل هناك خبر عن الرواتب؟
هل سيتحسن الوضع؟
هل عاد بن بريك؟
أسئلة تختصر حال وطنٍ أثقلته الأزمات وأرهقته الوعود، ولا يزال ينتظر بصيص أمل يلوح في الأفق، لكنه لا يأتي.
ويبقى السؤال الأهم والأكثر إيلاماً: إلى متى العيش بلا رواتب يا أصحاب السعادة؟
وجع المواطن وصرخاته ليست سوى مرآة لمأساة وطنٍ يعيش بين الغلاء والجوع وصمت المسؤولين.
اجتماعات بلا فائدة، وتصريحات متكررة، ووعود لا تُنفذ، والنتيجة دائماً: صفرٌ كبير على حساب المواطن.
ختاماً...
هل آن الأوان لقول الحقيقة المرة كما هي؟
أوقفوا هذه الجعجعة،
وكفاكم كذباً... فالناس لم تعد تحتمل المزيد.


