الباحثة حنان محمد فارع أحمد تحصل على الدكتوراه من كلية الآداب قسم التاريخ جامعة عدن
عدن( أبين الآن) رعد الريمي
نالَت الباحثة حنان محمد فارع أحمد درجة الدكتوراه من كلية الآداب، قسم التاريخ، بجامعة عدن، صباح يوم الثلاثاء 5-8-2025، بعد مناقشة رسالتها العلنية الموسومة بعنوان "العلاقات السياسية بين الخلافة العباسية والمشرق الإسلامي في عهد الدولتين البويهية والسلجوقية للفترة من (320-590هـ / 932-1193م)".
وتكونت لجنة المناقشة من أ. د. عبد الحكيم محمد ثابت العراشي، رئيسًا ومناقشًا داخليًا (جامعة عدن)، وأ. مشارك د. محمد صالح مبارك بلعفير، عضوًا ومشرفًا علميًا (جامعة عدن)، وأ. د. محمد منصور علي بلعيد، عضوًا ومناقشًا خارجيًا (جامعة أبين).
وقالت حنان فارع إن موضوع الدراسة، كما هو مبين من عنوانها، محدد في إطار زمني ومكاني. وتبعًا لذلك يمكن تحديد الإطار الزمني قبيل نشأة الدولة البويهية في أواخر القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، مرورًا في الربع الأول من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) وقيام الدولة البويهية، وانتهاءً بسقوط دولة السلاجقة في أواخر القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). وخلال تلك الفترة، ظهرت الدولة السلجوقية في منتصف القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، ورصدت العلاقات السياسية القائمة بين الخلافة العباسية والدولتين البويهية والسلجوقية.
أما الإطار المكاني للدراسة، فيتمثل بدرجة رئيسة في المشرق الإسلامي بشكل عام.
واعتمدت الدراسة على إلقاء الضوء على مرحلة تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي زاخرة بالعديد من الحوادث السياسية. وتتمثل تلك المرحلة في تاريخ الخلافة العباسية وتعاملها مع الأقاليم التابعة لها في المشرق الإسلامي، وانفصال المشرق عن السلطة المركزية ببغداد، وكيفية تعامل الخلافة العباسية مع الوضع السياسي الجديد. فضلاً عن خوض الخلافة العباسية تجربة الانتقال من النظام المركزي إلى اللامركزية في الحكم، مع الاحتفاظ بالتبعية والولاء للخلفاء العباسيين. وما تميزت به دول المشرق الإسلامي عن مثيلاتها من دول المغرب هو ولائها للخلافة العباسية وحرصها على كسب ود الخليفة العباسي للحصول على شرعية وجودها، وعدم استساغة فكرة الخروج عن طاعة الخليفة. كما تناولت ما بذلته دول المشرق الإسلامي من جهود في سبيل ضبط أمور المشرق والتوسع في اتجاه الشرق لنشر الدين الإسلامي وحماية حدود الخلافة العباسية، والقضاء على حركات التمرد في الأقاليم البعيدة عن الخلافة.
وخلصت رسالة الباحثة إلى عدد من النتائج، أهمها: أولها، كانت معاناة الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني تكمن في ضعف الخلفاء، وضياع هيبتهم، وانشغالهم عن متابعة أمور الخلافة. فكان نتاج هذا الضعف والصراعات الداخلية رضوخ الخلفاء العباسيين وتخليهم عن النظام المركزي في إدارة الأقاليم التابعة للخلافة، وإتباع اللامركزية في إدارة تلك الأقاليم. ثانيها ، لعل أبرز ما تميزت به العلاقات السياسية بين الخلافة العباسية ودول المشرق الإسلامي أنها حافظت على سياسة الولاء والتبعية للخلافة. فكانوا مصدر قوة في ردع الأخطار الخارجية التي تهدد كيان الخلافة العباسية. وقد سمح الخلفاء العباسيون لتلك الدول بالتوسع باتجاه الشرق لحماية حدود الخلافة العباسية، حتى تأمن من شرهم، ثالثها ، يمكن القول إن العلاقات بين الخلافة العباسية والدولتين البويهية والسلجوقية أسهمت في إطالة عمر الخلافة، وكانت السبب في النهضة العلمية والفكرية التي شهدتها العاصمة بغداد. وعلى الرغم من التقلبات السياسية، إلا أنه توفرت ببغداد، خاصة في العراق ودول المشرق الإسلامي عامة، مساحة من الحرية والانفتاح، فأصبحت بغداد مركزًا ثقافيًا وحضاريًا في العالم، رابعها، يمكن الاستنتاج أن الخلافة العباسية ظلت تبحث عن الحليف الأقوى والداعم لبقائها، والقادر على حمايتها، بعد أن جلبت الأتراك واعتمدت على الجند التركي في إدارة شؤونها وحمايتها. فقد لجأت إلى البويهيين للخلاص من تسلط الجند الأتراك وقتلهم للخلفاء العباسيين، وبسبب التمردات والفتن الطائفية التي عصفت بالخلافة، استنجد الخليفة العباسي بالسلاجقة لإنقاذ الخلافة. وعندما ضعفت الدولة السلجوقية وتزايدت صراعاتها الداخلية، استعانت الخلافة بالخوارزميين للقضاء على الوجود السلجوقي في المشرق الإسلامي.
وأشادت اللجنة بجهود الباحثة، مثنية عليها بشكل كبير وعلى جهودها في الدراسة، معتبرين ان ما قدمته الباحثة يمكن ان يكون مرجعا علميا للعديد من الباحثين.
وقبلت اللجنة من الباحثة حنان محمد فارع الرسالة كجزء من متطلبات رسالة الدكتوراه.
شهدت المناقشة حضور عدد كبير من أعضاء الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا عدد من الدكاترة والأكاديميين والمهتمين والباحثين، وأسرة الباحثة وذويها، وجمع من الأصدقاء.