والصلح خير ،،

بقلم:  د. سعيد سالم الحرباجي 

تابعت نتائج ما توصل إليه فضيلة الشيخ د. عبدالله بن عمر بن.  مرعي  العدني في  النزاع الكائن بين كل من ( آل منصور ، وآل وليد ) وما صدر عنه من منطوق الحكم النهائي بناء على حيثيات دعوى الطرفين ...

وقد أسعدني كثيراً كثيراً قبول الطرفين بالجلوس والاحتكام إلى شرع الله ، والرضا ا لمطلق  لنتائجة منطوق الحكم دون تلكأ ، أو تبرم ، أو تسخط .

وبهذا الحكم يكون الطرفان قد طويا فترة ليس بالقصيرة من الخلاف ، والنزاع ، والاحتراب والتي أدت إلى إزهاق كثيراً من الأرواح البريئة ، والقطيعة التامة بين الطرفين .

وأنا هنا أهنيء الطرفين على قناعتهما لوأد الفتنة ، وطي صفحة الخلاف ونبذ أسباب 
الفرقة ، والشروع في  إعادة العلاقات الإجتماعية بينهما إلى مجاريها .

وليس بغريب على حكماء ، وعقلاء القبيلتين أن يتخذوا قراراً شجاعاً كهذا في ظل ظروف صعبة مرت بها القبيلتان ....وذلك إدراكاً منهم أنَّ ( الصلح خير ) ، وأنَّ الدماء تجر دماء  ، وأنَّ القتل يستجلب القتل ، وأن الخلاف يعمٌَق الخلاف ، وأنَّ الصراع يؤجٌَج الصراع .

وهذا هو عين الصواب لحقن الدماء ، وإيقاف عبث الإقتتال الأهلي ، ولملمة الجراح ، وتطييب النفوس ، وتفويت الفرص على المتربصين بالقبيلتين .

والفضل أولاً وآخراً لله سبحانه وتعالى الذي هيأ أسباب الصلح ، وعطف القلوب لضرورة قبول التحكيم ، وإنهاء الخلاف .

والشكر موصولاً لكل من سعى ، وبذل جهده لوقف الخلاف بين القبيلتين منذ بداياته الأولى .

كما نتقدم بخالص الشكر  والدعاء لفضيلة الشيخ د.  عبدالله بن مرعي العدني 
على تفضله في النظر إلى هذه القضية المعقدةوالفصل فيها رُغم انشغاله .

كما نشكر الضمناء على جهودهم الجبارة التي بذلوها لتقريب وجهات النظر ، وتذليل الصعاب 
مع فضيلة الشيخ حتى توصل إلى هذه النتيجة 
والتي أنهت المشكلة من أصولها .٠

ونحن إذ نشعر بالفرح ، والسرور ، والسعادة لإنهاء الخلاف بين الإخوة المتجاورين ، ووأد الفتنة ....
ندعو جميع القبائل التي  لا زالت تعبث بها الثأرات القبلية ، وتعصف بها الصراعات المسلحة...
ندعوهم أن يسلكوا مسلك هاتين القبيلتين اللتين أرتضيتا حكم الشرع ، والجلوس إلى أهل الرأي والحكمة للفصل بينهما .

ذلك أنَّ تاريخ الصراعات الأهلية - منذ ما قبل الإسلام - كانت نتيجتها التوافق على حلول ودية ترتضيها الأطراف المتصارعة ، مهما كانت الخسائر البشرية.

فلا تتمادوا في سفك الدماء ، ولا تسرفوا في مزيدِِ من القتل .

 ففي ظل صراعات أهلية.... فإنه من المستحيل إنهاء طرف لطرف ، أو التفكير في إبادته مهما ملك من القوة .
فنهاية مثل هذه الصراعات الأهلية ...أن يتحمل كل طرف قتلاه ، والتوافق على حلول وسطية .
 { فاقتصروا الطريق ، والصلح خير  }