رحيل بن عوض القميشي.. وداعـاً مـؤلمـاً لمناضل جنوبي وصديق مخلص

أتحدث عن وفاة ورحيل الأخ الصديق العزيز الناشط الجنوبي ( بن عوض القميشي ) أثر ذبحة صدرية

لقد كان الخبر كالصاعقة، وصلني في ساعة متأخرة من مساء أمس، وأفجعني كما أفجع الكثيرين ممن عرفوه ووقفوا إلى جانبه. دخلت أمس إلى الفيسبوك، صدمت مباشرة أمام منشورات تنعي رحيله وتعرض صوراً له تكاد لا تصدق، وكأنني لم أستوعب هذا الخبر الموجع. لكننا في النهاية، لا نقول إلا "إنا لله وإنا إليه راجعون".

في اللحظات نفسها، راودتني ذكريات كثيرة عن الأخ العزيز بن عوض. أتذكر منشوراته التي تحدث فيها عني وعن بعض الأخوة، وأتذكر رسائله التي كنت أتلقاها منه عبر الواتساب بشكل مستمر أو عبر الاتصال. والذي كان اخرها الأسبوع الماضي، كان عندما يشاهدني مختفي عن صفحتي بالفيسبوك أكثر من أسبوع، يتصل بي ويسأل عن حالي بكل صدق واهتمام. حريصاً على أن يطمئن علينا ، وأظهرت تلك الرسائل والاتصالات ومعرفتي به خلال سنوات مدى إخلاصه وطيبته.

لقد فقدنا اخ عزيز وشهم ومناضلاً جنوبياً حقيقياً ، يؤمن بقضية وطنه الجنوب والهوية الجنوبية حتى النخاع. يدافع بقلمه ونفسه ويناضل معنا لاستعادة دولة الجنوب وكأنها حلمه الذي لا ينفصل عن نبض قلبه. ورغم أنه فارقنا قبل أن يرى تلك الأمنيات تتحقق، إلا أنه ترك لنا إرثاً من النضال والتفاني في سبيل وطنه وشعبه. إن سيرة ( بن عوض القميشي ) رحمة الله تغشاه تستحق أن تكتب بماء الذهب، فقد كان من القلائل الذين جمعتهم صلابة المواقف مع نبل الأخلاق. كان مثالًا للوفاء في مواقفه تجاه الجنوب وأهله وأصدقائه، وأدى رسالته بكل شجاعة، رغم التحديات الصعبة التي واجهته في مشوار حياته.

إن خسارته ليست خسارة فردية فقط لأسرته ومن يعرفه، بل هي خسارة لكل الجنوب مثل من خسرناهم. فالألم الذي يعتصر القلب نتيجة وفاة بن عوض لا يمكن وصفه بالكلمات فلم استطيع أن أكتب عنه امس عند وصول الخبر ، ولكننا نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع أفضل خلقه، وأن يربط على قلوب أهله وأحبابه. فما نحن إلا عابرون في الدنيه والموت مكتوب علينا جميعاً ولا يبقى فيها إلا الأثر الجميل وما تتركه بعد رحيلك

رحمك الله يا بن عوض، وأسكنك فسيح جناته، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وخالص التعازي والمواساة لأسرته الكريمة، ولإخواننا أهل لقموش مسقط رأسه وأبناء شبوة خاصه ، وشعبنا الجنوبي عامه. وعزاؤنا موصول إلى كل محبيه وأصدقائه الذين يشعرون بالحزن كما أشعر، وسيفتقدونه كما سنفتقده كثيراً.

فلا تنسوه من الدعاء في هذه الساعات والأيام المباركة 

إنا لله وإنا إليه راجعون

الأسيف: أبو مرسال الدهمسي