الجنوب .. بين مطرقة الحرب الإعلامية المسمومة وسندان الإشاعات

الحرب الإعلامية المسعورة ضد الجنوب ليست وليدة اللحظة بل عمرها يقارب أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ،والقوى اليمنية تعزف على هذا الموال لأنها تمتلك ترسانة من الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة، ناهيك عن مئات الآلاف من المواقع الإلكترونية وملايين من المفسبكين في مواقع التواصل الإجتماعي أضف إلى ذلك قوى إقليمية أخرى تمتلك هي الأخرى آلة إعلامية كبيرة تعمل لصالح القوى اليمنية التي هي على عداء تاريخي مع شعب الجنوب ،تخيلوا كل هذا الإعلام سهامه موجه نحو شعب الجنوب والحامل الرئيس لقضيته ،ومع ذلك لم يستطيعوا إقناع شعب الجنوب بمشاريعهم الخبيثة التي يريدون فرضها علينا بشى الطرق والوسائل .

أنا شخصياً ليس مستغرب من الحرب الإعلامية المسمومة والشرسة التي بلغت ذروتها هذه الأيام ضد المجلس الانتقالي ،وهذا أمر طبيعي وسوف تزداد في الفترة القادمة هذه الحرب الإعلامية شراسة وسيعملوا لها نغمات متعددة والهدف واحد وواضح لهذه القوى وهو المجلس الانتقالي الذي أصابهم بالجنان وخبط حساباتهم التي يعدون لها على مدى نصف قرن من الزمان ،اليوم كلهم اجتمعوا حوثي وعفاشي واصلاحي في هذه الحرب المسعورة ،بعد أن فشلوا في الجبهات العسكرية على مدى عشر سنوات ،ولم يفلحوا في اختراق ولو شبر واحد في ارض الجنوب وتوصلوا إلى قناعة تامة أنه لا يمكن أن يدخلوا الجنوب عسكرياً مهما ملكوا من جيوش وأسلحة فتاكة أمام استبسال قواتنا الجنوبية المسلحة ،فصنعوا لنا حرب الغلاا و الخدمات والرواتب وتدهور العملة ونشر الأكاذيب والشائعات وهلمجرا من الأزمات الممنهجة.

أيها الجنوبيون ما تقوم به القوى المعادية للجنوب اليوم من حملات إعلامية ممنهجة أمر أصبح واضح للجميع وأهدافه الخبيثة التي هي في المقام الأول تستهدف قضية شعب الجنوب ومشروعه المتمثل في التحرير والإستقلال ،ومن يقول غير ذلك هو واهم ويعيش في عالم آخر غير عالمنا الذي نحن نعيش فيه رغم كابوس المعاناة الكبيرة الملقى على عاتق شعبنا الصابر المكافح ،الذي لم يعد يستمع لما يكتبه ويقوله الإعلام المعادي الذي يشتغل ليل ونهار ضد الجنوب الانتقالي، ونسوا أن هناك مليشيات تمارس البطش في شعبهم ،والله أمر هؤلاء القوم غريب جداً ،لم يحدث في أي بلد على المعمورة أن قوم شعبهم يرزح تحت حكم مليشيات ويعاني الويلات وهم خانعين ساكين وصامين آذانهم عن ما يحدث لأهلهم ،بينما تجد صراخهم وعويلهم على أي خطأ حتى وإن كان بسيط حدث في الجنوب يقيموا الدنيا ، والطامة الكبرى أن هناك من بني جلدتنا من يطبل ، ويشترح ، ويغني ويعزف المويسقى ، ويضرب الإيقاعات والدفوف، والمزامير ويحجر ويصفق ويدندن معهم ضد شعبه وقضيته العادلة بحجة أنه يريد ان يملأ كرشه بالمال السحت حتى وإن كان على حساب معاناة الشعب مش مهم عنك اهم شي كرشه .

نحن لا ننكر أن هناك معاناة، نعم شعبنا يعاني الويلات جراء سياسة الاذلال والتجويع التي تمارس من قوى محلية وإقليمية ودولية ،أضافة إلى الحرب الإعلامية الضروس الموجهة ضد الجنوب ،كل ذلك الهدف منه تركيع شعب الجنوب والمجلس الإنتقالي ،لكن هذه لن يحدث مهما صنعوا من أزمات ولن تنطلي على شعبنا لأنه لديه وعي سياسي ويعلم جيداً من هي الجهات المسئولة على معاناة الناس والتي تقف خلف الحملات الإعلامية الممولة ،ولا يمكن له أن يفرط في قضيته خلف أبواق إعلامية ممنهجة تتبع القوى اليمنية المعادية مهما حاولوا ويدرك جيداً من هو البديل اذا سقط المجلس الإنتقالي هو .... !!

القوى اليمنية بمختلف مسمياتها اليوم ماعاد شي شغل معه، إلا المجلس الإنتقالي سوى المجلس الإنتقالي فعل .. ونسوا أن معاناة أهلهم ومستعدين يدفعوا مال الدنيا كله من أجل أسقاط الإنتقالي .. نحن نقول لهم اتركوا شعب الجنوب يقرر مصيره لا داعي للمكابرة والشطحات والقربعة في تنك فارغة .. سنصبر على المعاناة التي صنعتوها لشعبنا بأيدكم .. حتى ننتصر بإذن الله ويتحقق حلمنا الكبير الذي ننشده خلف المجلس الإنتقالي شاء من شاء وأبى من أبى ،لقد بات الجنوب اليوم بين مطرقة الحرب الإعلامية المسمومة وسندان الإشاعات ،لكنهم سيفشلون مثل ما فشلوا في الجبهات سلام ..!