لمن اغره جور الزمان
لا تستهين بأحد ..
فحين كان الانس والجن والجوارح والسباع ، يخشون سليمان اوقعته الأرضة ..
حسبكم منا هذا العقد من الزمن فهو كفيل أن يخبركم أن الله معنا ، فافعلوا ماشئتم فإن بطشكم العاجز المتكرر أصبح بالنسبة لنا اعتياد ، نتسامر به ، ونثرثر به بأوقات الفراغ ، انكم قليلي الحيلة ، قصار النظر ، فمنذ العقد المنصرم وانتم تلعبون على أوراق مكشوفه لاتتجاوز اصابع اليد ، متمثلة في رمينا بين نيران التلاعب بالعملة والغلاء وتدهور الخدمات والكهرباء هذا حدكم ونطاقكم غير ما اتخذتموه خلسة ، وظننتم بهذه النيران انكم محيتم هويتنا وطمستم ملامحنا ومادريتم أن نيرانكم زادت الذهب لمعاناً وبريقاً ، وأنكم تلك الأداة التي خولتنا دخول امتحان العمالقة ليشهد التاريخ أولاً في هذا العقد أننا مزيج الصبر وعصارة الحكمة ورباط الاجش ، سليلي الجبابرة ، أرباب العظمة فلا يرتقي أحد ولا يجود حتى يشبهنا .
لهذا فظنكم بنا ارداكم ، حتى ظننتم ظن السؤ وكنتم قوماً بورا ، حين اتخذتم من الظلم شرعةً ومنهاجا ، لذلك حقاً علينا أن يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
لسنا مثلكم ولن تكونوا مثلنا ، فنحن الأصل ، مهما تهجنت فروعه ، سنظل نحن المرجع ، وما شذ جفاء ، فهل يضير السيل ، أن علاه اوتعربد فوقه الزبد .
دعونا من هذه فهي مسلمات نقشها التاريخ في صفحات الزمن ، لا شأن لكم بها فهي حسابات القرون مابين البعث والميلاد ..
ولكن الأهم مما اقول انني استحضر ذلك الأثر الذي كرره القدر ، بأن كل هذه المحن تمحيص لأستحقاق الصدارة ، والرجوع إلى النفس ورص الصف وجبر عود الجماعة .
اثر لأبنة هولاكو زعيمِ التتار كانت تطوف في بغداد فرأت جمعاً من الناس يلتفـون على رجل منهم،
فسألت عنه …فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره،
فلما مثل بين يديها سألته: ألستم المؤمنين بالله ؟
قال : بلى.
قالت: ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟
قال : بلى.
قالت: ألم ينصرنا الله عليكم؟
قال : بلى.
قالت: أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم ؟
قال: لا.
قالت: لمَ؟!
قال: ألا تعرفين راعي الغنم ؟
قالت : بلى.
قال: ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟
قالت: بلى.
قال: ما يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه ، وخرجت عن سلطانه؟
قالت: يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى سلطانه.
قال: كم تستمر في مطاردة الخراف؟
قالت: ما دامت شاردة.”
والله من وراء القصد ..
فشرودنا ليس عارضاً ممطركم بل هو ما استعجلتم به ، ولادة شعب ، كانت الآم مخاضها ازماتكم ألمعتادة ، ولأن ما بيّت بليل يدعمه الظلام ، لن يطول بكم المقام ، حتى وإن أظلمتم الدنيا علينا وانطفى الضياء ، سنبحث عن شررٍ يلوح في الظلام ، وان لم نجد !!؟ فنحن مؤمنون أن الفجر معقوداً بأعتام المساء ..
وحينها تحل نفسها ياسيد ..!!