اللقاء الساخن بين التيار المعتدل والراديكالي في الجبهة القومية بداية (جذور..الشيطان)
بقلم / صالح ناصر سالم الحنشي
بدأ الصراع بين تياران داخل الجبهة القومية تيار المعتدلين المتمثل في طائرة الدبلماسيين وشكلت لجنة لمعرفة سبب الحادث ولم تقدم تقريرها للان!!!
والتيار الراديكالي الذي يقوده البيض وعلي عنتر وسالمين.
بدأ النقاش الساخن في يوم الجمعة في شهر يناير68 في بستان العرائس بلحج.
أتفق الطرفان أن يرحلوا إلى (لحج) لبحث هذه القضايا الشائكة...واختاروا بستان العرائس المورق بمياهه الرقراقة...لعل الاعصاب تكون هادئة ويجدوا مخرج لهذه الصراعات.
الصراع يكمن في الذي يطالب بتنفيذ فقرات الميثاق الوطني الذي ينص على تاميم الشركات وتوزيع الارض على الفلاحين وتطهير الجيش والأمن من عناصر لاتتناسب مع الاشتراكية العلمية.
التيار الآخر ـ أصحاب ـ (فيصل وسيف) ومعهم أصحاب الطائرة يقولون أولا خلنا نبني الدولة ؛ لأن بعض الدول لازالت لم تعترف بنا، وعلى رأسها دول المحيط الخليج العربي، بعدين باتجي الامور خطوة خطوة.
*الذي يروي لي هذه القصة، الاخ/ محمد أحمد سالم، أبن عمي الملقب (محبوس) كان قائد حراسة المعتمد البريطاني (وينج روبر) وبعد رحيله، جابه(سيف الضالعي) مرافق وقائد حراسته. قال: بعد الغذاء ومع القات بدأ الحديث وكان(علي عنتر والبيض) أشد تعصبا لتنفيذ كل مقررات الميثاق! قال لهم فيصل وسيف: هذا الميثاق وضعناه في ظرف حرب التحرير فيه من الحماس مالايتناسب مع الوضع الاقليمي المتغير، وبعدين هو مش قرآن، ممكن نعدله...رفضوا هذا الكلام ورد (علي عنتر) وقال: هذه خيانه للشهداء. رد سيف الضالعي: وفتح الميثاق كان في جيبه، قرأ الفقرة التي تقول: أنه عند الاستقلال يجب الإنضمام لدول عدم الانحياز وأنتم تشتون الشيوعية اليس هذه خيانة أيضاً منكم للشهداء ؟؟! نهض( البيض وسالمين) وقالوا: نريد إنعقاد المؤتمر العام الثالث وهو الحكم بيننا.*
أنعقد فعلا المؤتمر في مدينة ـ زنجبار ـ في شهر 2 تقريباً وكان أول مسمار يدق في نعش الجبهة القومية، هو الانشقاقات فانشقت القيادة العامة، قسمين: قسم مع الجيش والأمن.
والآخر، مع اليسار.
وجاء على أثر ذلك... ((حركة 20 مارس)) وكانت بمثابة المسمار الثاني الذي دقوه في نعش الجبهة القومية والدولة.
ومن هنا بدأت جذور الشيطان تتشكل!