حضرموت والمحافظات المحررة.. انهيار الخدمات وتفشي الأزمات وغياب الحلول

تشهد المحافظات المحررة، وخصوصًا حضرموت، حالة انهيار تام لجميع الخدمات، سواء كان ذلك في التيار الكهربائي أو أسعار المشتقات النفطية أو أسعار الصرف مقابل الريال اليمني.

أولًا الكهرباء، في ظل الجو المعتدل، تشهد محافظة حضرموت انقطاعًا غير مبرر للتيار الكهربائي،  ولم يكن هنالك برنامج يوضح مواعيد الانقطاع أو التشغيل،  وكل جهة تلقي اللوم على الأخرى؛ حيث تلقي مؤسسة الكهرباء اللوم على حلف حضرموت، بينما حلف حضرموت يلقي اللوم على المؤسسة، وتبادل اللوم هذا  يزيد من معاناة المواطنين.

ثانيًا أسعار المشتقات النفطية، تتزايد أسعار المشتقات النفطية بدون أي بيان رسمي من شركة النفط، حيث يكتفي المسؤولون بإبلاغ مندوبي المحطات فقط عن الزيادة،  فقبل يومين، زاد سعر البنزين بمقدار 20 ريال يمني، والديزل بمقدار 200 ريال يمني.  
لا أعلم هل هذه الزيادة قانونية أم لا، حيث في آخر مرة زاد فيها سعر لتر البنزين بمقدار 30 ريال والديزل بمقدار 50 ريال، قامت مؤسسة داعمة لمشروع نقل الطلاب بالتوجه إلى شركة النفط للحصول على بيان رسمي حول الزيادة، لكي تتخذ الإجراءات الرسمية حول الزيادة وترسلها لدائرتها المالية وتخفف عبء تحمل الزيادة عن الطلاب،  ولكن قوبل طلب المؤسسة بالرفض من قبل الشركة. 
وهنا نطرح سؤالًا هامًا: هل الزيادة قانونية أم لا؟

ثالثًا انهيار الريال اليمني، تشهد أسعار الريال اليمني انهيارًا مستمرًا مقابل العملات الأجنبية،  وكما هو المعتاد، وتحت ذريعة الدعم المالي، مدت الحكومة يدها إلى المجتمع الدولي. كان آخرها زيارة رئيس الحكومة، بن مبارك ، وعدد من وزرائه إلى نيويورك لطلب الدعم. 
وقد شاع بعد ذلك خبر مفاده أن الحكومة فشلت في كسب ثقة المانحين، مما أثبت أنها لا تستحق الدعم، وذلك بعد مشاركتهم بوفد قوامه 22 مسؤولًا لحضور اجتماع نيويورك. مما اعتبر المانحون هذه المشاركة دليلًا واضحًا على فساد الحكومة.
بالمختصر، لم تستطع الحكومة إدارة الملف الاقتصادي، ولم تستطع كذلك اقناع المجتمع الدولي لدعمها. 

ورغم هذا الانهيار، لا يزال الشعب لم يُصدر صوته، وكأنه راضٍ عمّا يحدث، أو كأنه ينتظر منقذًا لينقذه من هذا الوضع المزري، متناسيًا أن استمراره في الخضوع والرضا سيفاقم من الحالة المعيشية الصعبة التي يعاني منها.

كما أن المكونات التي تدعي تمثيل الشعب أثبتت فشلها اللامحدود في المطالبة بحقوق المواطنين، حيث اكتفوا بإصدار بيانات مناشدة وتهديد مملة ومكررة.

الوضع الآن يحتاج إلى ثورة يقودها الشعب، بعيدًا عن التسلق وبعيدًا عن "بائعي الثورات"  ، يحتاج إلى ثورة تنقذ ما يمكن إنقاذه من هذا الواقع المرير.