الرياضة فن وأخلاق
بقلم/ أنور سيول
"لانته تباني يا حسان ابني لي فوق الساحة"... هوه... هوه... هوه "بالراية الحمراء وذاك لعبك الإنجليزي" أوه... أوه... أوه... هتافات جماهيرية تعكس روح الحماس والتشجيع الرياضي، وتجسد معنى الشغف بكرة القدم.
يمكن للجمهور الرياضي أن يكون صورةً مشرقة للأخلاق الرياضية، تمامًا كما يمكن أن يكون عكس ذلك، قد تكون المباراة متواضعة من حيث الأداء، لكن بحماسك وتشجيعك وهتافاتك، يمكنك تحفيز اللاعبين لتقديم أجمل العروض الكروية، وغالبًا ما يُوصف جمهور أحد الفرق بأنه "متعصب" في تشجيعه، مما يجعل من الضروري معالجة هذه الظاهرة وتعزيز الروح الرياضية.
فالجمهور هو الوجه الحقيقي لفريقه، وكما اعتدنا في الماضي، كانت الجماهير تعكس روح الفريق بأخلاقها وهتافاتها. على سبيل المثال، كان جمهور نادي التلال يهتف: "الكرة فن وأخلاق والتلال فارس عملاق"،.. والله ياتلال لما حبيتك حسدوني الناس، الرياضة فن واخلاق والتلال فارس عملاق، دون أن يفسد أجواء المباراة، بل كان التشجيع انعكاسًا للأداء داخل الملعب، بغض النظر عن النتيجة.
هذه الهتافات الجميلة انتقلت إلى جماهير فرق رياضية أخرى، مثل جمهور فريق حسان الذي يردد: "لانته تباني يا حسان ابني لي فوق الساحة... هوه... هوه... هوه... بالراية الحمراء وذاك لعبك الإنجليزي... أوه... أوه... أوه"، بينما تردد جماهير وحدة عدن: "الله أكبر يا جماهير صفقي... وحدة عدن شعلة لا تنطفي"، مما يضفي روحًا إيجابية على المباريات، ويمنحها طابعًا مميزًا.
لكن للأسف، في السنوات الأخيرة، بدأنا نرى تغيرًا في سلوك بعض الجماهير، حيث أصبح البعض يتدخل في قرارات الحكام، بل يصل الأمر أحيانًا إلى النزول إلى أرض الملعب والاعتداء على الحكام، مما يفسد أجواء المباراة. فهل الحل أن نكون متعصبين ونبتعد عن معاني الأخلاق الرياضية التي كانت جزءًا لا يتجزأ من اللعبة؟
الحل هو أن نعكس الصورة الحقيقية لحبنا للرياضة ولفرقنا، ونقدم نموذجًا إيجابيًا في كل لقاء كروي، علينا أن نشعل الحماس الجماهيري بروح رياضية راقية، كما كانت الرياضة في السابق، لأن لدينا إرثًا رياضيًا وفنيًا متألقًا، يستحق أن نحافظ عليه وننقله للأجيال القادمة.