لست انتقالياً .. ولكن

جاء في الأثر أن إبراهيم عليه السلام ، حين ألقي في النار ، كانت نملة تحمل الماء لتطفي النار ، فسألها الغراب ساخراً هل تظني أن الماء الذي تجلبينه سيطفى النار ، فقالت له يكفي أن أقوم بما استطيع فعله ..
لا يتوه عن هدفه الا من جحد الجهد ، وخوُن غيره ..

هل بادرت بشيئ بسيط تطالب فيه بحقك بهذا البلد ، هل خرجت أو بادرت أو حشدت لمظاهرة سلمية تطالب فيها براتبك المتوقف لأشهر أو معاناة الكهرباء وغلاء المعيشة وغيرها التي لا يجهلها أحد ..

المعنى واضح وجلي لمن يريد .. واما المعارض حقه مكفول ، ولكن اعطني البديل ، اسبق بخطوة ، بادر ، تحرك ، افرض نفسك ، جسّد كيانك كصاحب حق ، افرض وجودك ، كمعارض بصدق .. شتان بين يدٍ تشير  اليك حين الخطأ ، ويدٍ تشير كي ترشدك .. 

انت لم تفعل شيئ مما ذكرت ، إذن اصمت وكف أذاك  وامتنع عن التحريض ، وتخوض بأمور اكبر من حجم قدرتك وأوسع من مدى وعيك ، وقل خيرا او اصمت ..

لانك أن عملت بمعطيات التحرر ، ستفكر بعقلية الشريك ، بعيدا عن الشخصنة ، ستعرف حينها أن الانتقالي وسيلة هدفها استعادة وطن ، وليس الوطن ..

كن صريحا أمام نفسك اولاً ، وفكر بصمت بين مطرقة الضمير وسندان القيم ..
وستطلق ذخيرة المبادئ نحو اولوية الخيار 
تلك الأولوية التي ستوصلك إلى أن الانتقالي هو المكون السياسي الجنوبي الوحيد الذي وصل لسدة الحكم ، وستعلم انك كنت ترى الصواب ، ولكن بعين الخطأ .

فبصريح العبارة أن لم تفعل شيئ من هذا ، ولا تنتمي إلى مكون سياسي معتبر ومعترف به ، وأن هدفك هو استعادة واستقرار البلاد فهذا يتطلب أمرين:-
 الاول : أن البلد لن تستعاد أو تستقر إلا بثورة شعب ، وهذا أمر لايستطيعه احد ، لأسباب الجميع يعلمها أهمها البند السابع .
الثاني : الاعيب وفنون السياسة ، فلا تقل فحول السياسة لدينا لا يملكون القرار ، فهل تعلم أنهم لا يخشون تجاوز البند السابع بقدر خشيتهم ، من تثبيطك وتحريضك ، وتمردك ، وشقك للصف ، من جانب آخر  ..

فيا ايها المعارض خلف شاشة يحميها الزجاج ، اعلم ان عقلية التحرر الثقافي ، وغياب الضابط الإعلامي ، وألتوائية الطرح ، في منصات التواصل الاجتماعي واباحية التجاوز ، وسهولة المقال ، لشق الصف ، دون مكون سياسي ، يحاكي معطيات الواقع ، لن تجلب وطن ..

ولن تحل نفسها ياسيد ..!!