النظام السوري الجديد وطبيعة علاقته بإسرائيل ….!!! 

منذ أن سقطت دمشق في 7 ديسمبر 2024م بيد حركة تحرير الشام وحتى الآن والكيان الصهيوني يسرح ويمرح داخل الأراضي السورية يدمر القدرات العسكرية لسوريا يكتسح جنوب سوريا قرية بعد اخرى دون أن يجد أي مقاومة سواء سياسية أو عسكرية من قبل النظام السوري الجديد وكان ما يجري هو في بلد آخر غير سوريا .

ماذا يعني هذا الصمت تجاه ما يقوم به الكيان الصهيوني ؟ 

هل هناك علاقة خفية بين النظام السوري الجديد والكيان الصهيوني تخدم هذا الكيان وتعمل على تنفيذ أجندته المعلنة المتمثلة في مشروع الشرق الأوسط الجديد ( صفقة القرن ) لاقامة إسرائيل من النيل إلى الفرات ؟. فما يقوم به الكيان الصهيوني من خطوات عملية على الأرض تؤكد أن هناك شيء تحت الرماد وأن وراء الاكمة ماورائها  !!

في تصريح لمحافظ دمشق المعين من قبل الادارة الجديدة بتاريخ 27 ديسمبر 2024م أوضح فيه أن علاقة النظام الجديد مع الكيان الصهيوني سوف تكون سلمية هذا التصريح لم يتم نفيه أو تأكيده من القيادة السياسية ويبدو ان الاحداث على الارض تؤكد ما جاء على لسان محافظ دمشق. 

في المقابل إسرائيل تقول عكس ذلك ففي أول يوم لدخول دمشق أعلنت إسرائيل إلغاء اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة مع سوريا في نهاية حرب 1967 م وهي بذلك أعلنت الحرب ضد سوريا وأعلنت أن علاقتها لن تكون سلمية مع النظام الجديد وهذا ما تؤكده الأحداث على أرض الواقع ايضا.

بتاريخ 10 فبراير 2025م أعلنت اسرائيل بناء تسع  قواعد عسكرية دائمة داخل الأراضي التي احتلتها من سوريا مؤخرا  لتؤكد أن احتلالها لهذه الارض دائم !!! ومع ذلك لم نسمع أي رد من قبل القيادة السورية !!

في تاريخ 24 فبراير 2025 رئيس وزراء  الكيان الصهيوني يعلن أنه لن يسمح بنشر أي قوات سورية في جنوب سوريا وأنه لن يسمح بشن أي هجوم على الدروز وكان رد الطائفة الدرزية عليه قوي جدا ويعبر عن انتمائها لهويتها العربية السورية  بينما لم نجد أي رد من قبل الحكومة السورية الجديدة !! 

بعد التصريحات الاخيرة لرئيس حكومة إسرائيل تحولت هذه التصريحات إلى أعمال عسكرية على الأرض وواصل الجيش الإسرائيلي تقدمه إلى حدود محافظة درعا ويقوم بضرب أي مواقع عسكرية في جنوب سوريا وفي كل مكان من سوريا يحتمل أن لايزال فيها سلاح لم يضرب بعد وأصبحت العاصمة دمشق تحت مرمى المدفعية الصهيونية ، وكل هذا يواجه بصمت من قبل الحكومة السورية والسكوت علامة الرضا.

كنا نقول أن توغل إسرائيل في الأراضي السورية بعد دخول جبهة تحريرالشام دمشق دون أن يكون هناك أي مواجهة لذلك انه أمر طبيعي وأن إسرائيل استغلت ذلك الفراغ الذي حدث نتيجة انهيار النظام وأن الأولوية لدى الإدارة السورية الجديدة هي فرض سلطتها على الأراضي السورية والقضاء على ما تبقى من النظام السابق وبعدها تستفرغ لمواجهة ما تقوم به إسرائيل  .

لكن أن تستمر إسرائيل في التوغل داخل الأراضي السورية حتى الآن وكل يوم تتوغل أكثر داخل الأرض السورية  دون أن يكون هناك أي مواجهة لها فذلك أمر غير طبيعي ويفتح تساؤلات عديدة حول مايحدث في سوريا وعن العلاقة الخفية بين هذه الإدارة وإسرائيل.  

هل هذه الصورة التي نراها اليوم هي نموذج لهذه العلاقات السلمية التي قال عنها محافظ دمشق إذا لم تكن كذلك فما هو سر هذا الصمت تجاه ما تقوم به إسرائيل  ..!!! هذه العلاقات هي استسلامية من قبل النظام الجديد في سوريا للكيان الصهيوني وكان إسرائيل تنفذ سياسة الأرض مقابل بقاء السلطة الجديدة. 

هل تتطور هذه العلاقة الى أبعد مما هي الآن وتكون سوريا هي المكان البديل لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من غزة والضفة بعد أن أفشلت مصر تهجيرهم الى سيناء وتكون سوريا عبارة عن دولة تابعة لاسرائل منحت حكما ذاتيا وهذا السيناريو هو من ضمن خطة صفقة القرن المشروع الإبراهيم ( الولايات المتحدة الابراهيمية ) .!! .

الخلفية القادم منها النظام السوري الجديد هو تنظيم القاعدة ، فقط حدث تفريخ لهذا التنظيم  إلى داعش ومن داعش جبهة النصر ولم يعد الأمر خفي أن أمريكا استخدمت هذا التنظيم وغيره من تنظيمات الإسلام السياسي المتطرفة بشقيه السني والشيعي لإسقاط الأنظمة العربية التي كانت تمثل عقبة أمام تنفيذ مشروع صفقة القرن لإقامة دولة إسرائيل الكبرى ، فلولا الدور الذي قامت به إيران وذراعها في سوريا لما وصلت جبهة تحرير الشام القادمة من تنظيم القاعدة الى دمشق .

احمد الشرع الذي أصبح الآن رئيسا لسوريا بعد دخول دمشق ظهر وكأنه قادم من حركة ليبرالية وليس من تنظيم عقائدي متطرف بينما قواعده لايزال مظهرها وشعاراتها تؤكد الخلفية القادمة منها فكيف تقبل هذا التغير في فكر قائدها ب 180 درجة !!.

الجبهة المصنفة إرهابية من قبل الغرب بعد أن أصبحت دوله ها هي تحظى باهتمام كبير من قبل الغرب ومن قبل الدول العربية التي دعمة تنظيم القاعدة بلا حدود عندما كان التنظيم يخدم الأجندة الغربية ضد الاتحاد السوفياتي !! فهل هذا الدعم هو لتقوم بتنفيذ أجندة الغرب مشروع صفقة القرن  الصمت تجاه احتلال إسرائيل للأراضي السورية بسلام !! هو مؤشر لذلك  مع أن هذا الصمت هو امتداد لصمت تنظيم القاعدة وكل تلك التنظيمات العقائدية المتطرفة بمختلف مسمياتها والتي تكونت منها جبهة تحرير الشام تجاه الكيان الصهيوني والتي لم تهتز لها شعرة واحدة واسرائيل تقوم بذبح أبناء غزة طيلة خمسة عشر شهرا بل أن مواقف بعض من تلك الحركات العقائدية المتطرفة كان ضد حركة المقاومة الفلسطينية . 

يبدوا أن الأيام القادمة في سوريا  ستكون مليئة بالاحداث والمفاجآت الغير سارة للمواطن العربي السوري الذي أنهكته الأحداث منذ بداية الربيع العربي المشؤوم ، فالمواطن السوري بشكل خاص والعربي  يحتاج إلى وقت كبير حتى يفوق من غيابة الجب التي هو فيها والتي جعلته تائها وراء متطلبات حياته اليومية ولم يعد يعي شيء مما خطط له ويتم تنفيذه الان .