أثر العبادات في تهذيب سلوك المسلم.!!

بقلم: منصور بلعيدي

العبادات الإسلامية شُرعت لتحقيق أهداف سامية، أهمها تهذيب النفس البشرية وتوجيه السلوك نحو الأفضل، إضافة إلى تعزيز علاقة الإنسان بربه وتحقيق الغاية الأسمى من وجوده وهي عبادة الله سبحانه. 
الإسلام لم يجعل العبادات طقوساً شكلية، بل وسائل لتحقيق طهارة القلب وزكاء النفس وحُسن التعامل مع الناس.

*الصلاة ودورها في تهذيب السلوك:*
الصلاة تُعتبر من أعظم العبادات في الإسلام، وفضلها مذكور في القرآن والسنة. قال الله تعالى: *"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ"* (العنكبوت: 45)، مما يدل على دور الصلاة في ضبط الأخلاق وتحسين السلوك. 
الصلاة ليست مجرد حركات، بل هي وسيلة لتذكير المسلم بالله وتهذيبه ليبتعد عن المعاصي.

*معاني الآيات:*
صحيح أن القرآن الكريم لم يذكر صراحة أن الله "مع المصلين" أو "مع الحاجين"، لكن ذلك لا يعني تقليل أهمية الصلاة والحج، وإنما التركيز على الصفات العملية التي تحقق أهداف العبادات مثل التقوى، الصبر، والإحسان. ولهذا قال الله تعالى:
 *"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"* (البقرة: 153) 
و*"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"** (البقرة: 195) 
و*"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"** (التوبة: 123).

*العلاقة بين العبادات والسلوك:*
العبادات مثل الصلاة والحج والصيام ليست غايات بحد ذاتها، لكنها وسائل لتربية النفس. العبادات تهدف إلى غرس صفات مثل:
- _التقوى_ : الصيام يُعلّم الإنسان ضبط النفس.
- _الإحسان_ : الزكاة تُرسخ قيم العطاء ومساعدة الآخرين.
- _الصبر_ : الحج يُعلم المسلم الصبر على المشقة.

الغاية ليست في أداء العبادات وحدها، بل في أن تعكس هذه العبادات أثرها في حياة المسلم وسلوكه.

*خلاصة:*
الآيات التي ذكرت معية الله للمحسنين والمتقين والصابرين هي إشارات إلى أن العبادات تُترجم إلى سلوك يُظهر تقوى العبد وخشيته لله. 
الصلاة قد تكون أفضل العبادات من حيث القرب من الله، لكنها ليست منفصلة عن القيم العملية مثل الإحسان والصبر، بل هي التي تُعين على تحقيقها. 
لذلك، العبادات كلها سلسلة مترابطة تصنع الإنسان المسلم الذي يرتقي بأخلاقه ويؤثر إيجابياً في مجتمعه.