الصديق الصادق

ذات يوم مرضت أمه، فكتب لها الطبيب روشتة بالدواء، لكنه لا يملك ثمن الدواء. اتصل بصديقه وقال له: "ألحقني يا صديقي، أمي مريضة وليس معي ثمن الدواء الذي كتبه لها الطبيب وهي في حالة حرجة.. وأنت صديقي الصدوق..." قال له الصديق: "أبشر، سأتصل بك بعد العصر."

مر العصر ولم يتصل. اتصل به صديقه فإذا هاتفه مغلق، كرر الاتصالات دون جدوى. أظلمت الدنيا في وجهه وخرج من البيت هائماً على وجهه وهو يعالج حزنين: حزن مرض أمه وعجزه عن شراء الدواء لها، وحزن تخلي أعز صديق عنه في وقت شدته.

بعد أكثر من ساعة عاد إلى البيت، وهو مهزوم ومصاب بخيبة أمل في صديقه وهم كبير لعدم قدرته على شراء الدواء لأمه. فوجئ بسلة فيها الدواء وضعت بجانب أمه. سأل أخته: "من جلب الدواء لأمي؟!
قالت: صديقك جاء وأخذ الروشتة وجلب الدواء وراح.

اتصل به لكنه لم يرد. أخذ بعضه وذهب إلى بيت صديقه، 
فتح له الباب وسأله: 
لماذا لا ترد على اتصالاتي؟! 
فأجابه بهدوء: 
لأنني بعت هاتفي كي أشتري الدواء لأمك، فهي غالية علي لأنها أم أعز أصدقائي.
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفاً.

اللهم امنحنا أصدقاء صدوقين من هذا الصنف من الناس ويكفي...