‏حضرموت.. بين تصرفات المصنع و استعادة التاريخ!! 

تعودت أن أكتب في الشأن السياسي مرة في الأسبوع.. لتأكيد حضوري و تواصلي بل وحواري مع من يشاطرني ضرورة التمييز بين سير الأمور في اتجاه البحث عن مخارج -لازماتنا، وكيفية إدارتها يمنيا واقليميا ودرجة الأهتمام الدولي بمستقبل هذا الجزء اليماني من جزيرة العرب ،من منطلق أهمية الجغرافيا و فعالية الديمقرافيا إلى درجة أضحى التمييز بين تسيير القضايا كما تبدو وتصريفها ضبابي في نظر الساسة المحترمين ؛ وان جاء مغريا للباحثين عن ادوار ما كانت لتكون متاحة لو بقية أرضية العمل السياسي صلبة فكريا و وطنيا و تحكمها قاعدة السياسة فن ادارة المجتمعات و الموارد - وهي قاعدة تتناقض مع ثقافة "رجال و بنادق للايجار" التي رسختها بريطانيا خلال "130"سنة .. وكنت أظن ان صراعاتنا خلال ستة عقود قد اكلت نيرانها تلك الثقافة السياسية- ولكنها بريطانيا و صناعة التاريخ وتصريف مساراته .

سيقول البعض ممن يشاطروني همومي لاتجاه حضرموت فحسب؛ بل نتائج هذه السنوات العشر من انقلاب صنعاء : "وما فائدة تلك المقدمة" .. واقول: ما وصلنا إليه في هذه المرحلة وزعاماتها  السياسية المصنعة - أو المؤجرة، صغيرها أو كبيرها بالإضافة إلى شاغلي الوظيفة العامة ونوعية ثقافتهم الإدارية.. وكل هذا عكسته أنشطة ذلك الزعيم الجنوبي القادم إلى حضرموت في الشهر الكريم..والذي تعمد مخاطبة الكرام بتلك اللهجة المتغطرسة رغم لكنتها الدالة على ريفيتها المناطقية.. "لا جنوب دون حضرموت وحضرموت عمود الدولة الجنوبية"..وكأن حضرموت بتاريخها و جغرافيتها و مجتمعها .. منطقة ريفية ،لا كيان يمثل اقليم قائد.. بكل ما تتطلبه مقومات الدولة وفي مقدمتها ثقافة الإدارة و الاقتصاد بالإضافة إلى جغرافية يمكن إقامة دولة اتحادية عليها من أربع ولايات حضرمية كل ولاية منها بحجم إقليم عدن بل ودول في المنطقة .. فهل يدرك مخاطب حضرموت حقيقة رفض ‎الحضارم للجهوية ، فضلا عن تجاربهم مع مناطقية جنوبية ، في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. أليست غريبة ثقافة هذه الزعامات؟..  رغم كل ما يتمتعون به من دعم مادي و سياسي .. ولكنه الجهل  بالتاريخ و إستيعاب الجغرافيا.. وربما هو التاريخ  و الجغرافيا خلف فرضه على قضية- هي الأكبر والأخطر على أمن و مستقبل المنطقة بأسرها.   

لذلك كسرت القاعدة الاسبوعبة لأقول أن على مجلس الرئاسة القيادي و اليمنيون في مختلف تكويناتهم و أيضا الاشقاء في الجزيرة العربية مراجعة خياراتهم تجاه حضرموت. 

تاريخ ‎حضرموت لم يبدأ باستشهاد المقدم سعد بن حمد بن حبريش العليي.. و لم ينقطع باستشهاد من سبقوه من الشهداء ومنهم شقيقة : علي بن حمد ورفيقه عوض علي العليي.. و ان جاء استشهادهم  تواصل واتصال التاريخ بدماء الشهداء و دورهم في استعادة التاريخ.. الذي يتجسد اليوم، في ‎حلف قبائل حضرموت  - بزعامة المقدم : عمرو بن علي بن حبريش العليي.. وهو اليوم أمام التاريخ، و بكل تأكيد يدرك ورفاقه في الحلف و المؤتمر  الجامع الحضرمي أن عليهم تصريف التاريخ دون أن يفقده مساراته.. والقه في هذه اللحظة  التاريخية - ‎الحضرمية .