مفاتيح السعادة: دروس من كتاب الله.!

بقلم: منصور بلعيدي

الشقاء والسعادة مفهومان يشغلان عقول البشر منذ الأزل، ولكلٍ منهما مساراته وأسبابه. إلا أن كتاب الله عز وجل يقدم لنا توجيهات واضحة حول ست حالات لا يجتمع معها الشقاء أبداً، وهي علامات مضيئة ترشدنا إلى طريق السعادة في الدنيا والآخرة. هذه الحالات تكشف لنا أن السعادة الحقيقية لا ترتبط بالماديات فحسب، بل بحالة الروح وقربها من الله.

وهنا نعرض ستة مفاتيح للسعادة لابجتمع معها الشقاء أبداً.

*1.لايجتمع السقاء مع بر الوالدة: طريق السكينة*

قال الله تعالى: *"وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا"* (مريم: 32).  

بر الوالدين، خاصة الأم، يُعد من أعظم الأعمال التي تقرب الإنسان من السعادة. في هذه الآية، يربط الله بين بر الوالدة وعدم الشقاء، مما يوضح أن الإحسان للوالدين، والرفق بهما، سبب في نيل البركة والطمأنينة.

*2. لايجتمع الشقاء مع الدعاء لانه صلة الوصل مع الله*

قال الله تعالى: *"وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا"* (مريم: 4).  

الدعاء هو جسر العبد إلى ربه، وسلاح المؤمن في مواجهة صعوبات الحياة. حين يلجأ الإنسان إلى الله بالدعاء بإيمان صادق، فإنه يطمئن إلى أن الله قريب ويستجيب، وهذا الشعور بوجود الله بجانبنا يمحو كل أثر للشقاء.

*3. لابجتمع الشقاء مع القرآن لانه نور الهداية*

قال الله تعالى: *"مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"* (طه: 2).  

القرآن الكريم ليس مجرد كتاب، بل هو دليل إلهي لحياة مليئة بالراحة والسلام. حين يتمسك الإنسان بتلاوة القرآن وفهمه والعمل بتعاليمه، يجد أن الحزن والشقاء ينحسران ليحل محلهما السكينة والاطمئنان.

*4. لايجتمع الشقاء مع اتباع الهدى لانه ضمان الهداية*

قال الله تعالى: *"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى"* (طه: 123).  

اتباع هدى الله هو الطريق الوحيد الذي يضمن للإنسان النجاة من الضياع والشقاء. الهدى الإلهي ينير الدرب، ويجنبنا التعثر في ظلمات الشك والضلال.

*5. لا يجتمع الشقاء مع خشية الله لانها الطريق الى تقوى القلب*

قال الله تعالى: *"سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَىٰ"* (الأعلى: 10-11).  

خشية الله هي حالة من وعي القلب بعظمة الخالق واستحضار رقابته. هذه الخشية تقود الإنسان إلى الالتزام والاستقامة، فتمنع عنه الشقاء وتدفعه نحو الخير.

*6. لايجتمع الشقاء مع التقوى لانها حصن من الشقاء*

قال الله تعالى: *"فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَىٰ * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَىٰ"* (الليل: 14-17).  

التقوى هي الخوف من الله المصحوب بالعمل الصالح. الشخص المتقي يجنب نفسه الوقوع في المهالك، ويمهد الطريق نحو رضا الله، مما يضمن له السعادة في الدارين.

*الخلاصة: طريق السعادة الحقيقي*

السعادة لا تُقاس بالماديات، وإنما بتحقيق القرب من الله والعمل بمقتضيات هدايته. بر الوالدين، الدعاء، القرآن، اتباع الهدى، خشية الله، والتقوى هي مفاتيح للسعادة التي وعد الله بها عباده. *فلنسعَ جاهدين أن نكون من أولئك الذين لا يجتمع الشقاء مع حياتهم، ونغتنم هذه الدروس الربانية لنسعد في الدنيا والآخرة.*