غزة: محكمة التاريخ تفضح النفاق الدولي

بقلم: منصور بلعيدي_

في عالم تملؤه الشعارات البراقة عن حقوق الإنسان والعدالة الدولية، تبدو غزة اليوم كمرآة تكشف الزيف الذي يحيط بهذه المفاهيم. 
ليست غزة مجرد مدينة تُقصف أو أبنية تُدمر، بل هي محكمة إلهية تُحاكم العالم بأسره، وتضعه أمام مرآة نفاقه وجبنه. 

القانون الدولي: سيف الأقوياء وسجن الضعفاء
ما يسمى بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، مجرد منظومة تخدم الأقوياء، تُستخدم لتسويق العدالة بينما في الواقع هي أداة تُخضع بها الشعوب المستضعفة. 
الأقوياء يكتبون القوانين بالرصاص، ويغيرون مبادئها متى شاءوا لتتناسب مع مصالحهم. 
وغزة اليوم شاهدة على هدا الواقع بل تجسيد حي لهذا الواقع المظلم.

غزة: صرخة في وجه العالم
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل هي مكان يكشف صمت المؤسسات الدولية وتواطؤ الأنظمة التي كان يفترض بها الدفاع عن حقوق الإنسان. كل منظمة صامتة، وكل دولة تواطأت، وكل نظام عربي خان قضيته، هم شركاء في الجريمة، سواء بالصمت أو بتقديم الغطاء لمن يرتكب هذه الجرائم.

البلطجة الحديثة: لغة القوة
في عالم تحكمه البلطجة العلنية، من يملك القوة هو من يفرض إرادته. المواثيق الدولية أصبحت مجرد نصوص تُرفع في المؤتمرات لكنها لا تُطبق إلا على الشعوب الضعيفة. 
غزة نموذج لصراع يثبت أن من لا يملك سوى صوته يُسحق بلا رحمة، بينما يغض العالم الطرف عن جرائم المحتلين.

غزة لن تُكسر
لكن ليعلم الجميع ان غزة قد تُدمر حجارتها، لكنها لن تُكسر إرادتها. 
على مر التاريخ، الشعوب لا تنسى. 
قد تتأخر، لكنها تعود لتأخذ حقها. التاريخ لا يرحم، وهو يسجل اليوم من وقف مع الحق ومن خان، من تواطأ بالصمت ومن شارك بالجريمة.

الخلاصة: رسالة إلى الضمير العالمي
غزة ليست مجرد قضية فلسطينية، بل اختبار للإنسانية بأكملها. 
إن كان العالم اليوم يواصل اللعب بشعارات زائفة، فإن الشعوب ستظل تذكر من باع ومن خان ومن صمت. غزة ستبقى رمزاً للإرادة والكرامة، وسيسجل التاريخ أن النفاق الدولي لم يزدها إلا قوة.