ماذا تعني لنا أهمية ليلة القدر كمسلمين.
بقلم: موسى المليكي.
تُعَدّ ليلة القَدْر ليلةً من الليالي العظيمة المباركة في الإسلام؛ إذ اختصّها الله -سبحانه وتعالى- دون غيرها من الليالي بنزول القرآن الكريم فيها، كما أنّ الأجر المُترتّب على العمل الصالح فيها ليس كالأجر المُترتّب على العمل الصالح في غيرها من الليالي؛ فالأجر فيها مُضاعف، ويزيد عن عمل ألف شهر، وخير ما يؤدّيه المسلم فيها الاجتهاد في الطاعات والعبادات؛ من صلاةٍ، ودعاءٍ، وتسبيحٍ، وقراءة للقرآن، بالإضافة إلى أنّ قيام ليلة القَدْر أحد أسباب غفران الذنوب، وعلى الرغم من الفضائل السابقة إلّا أنّ وقت هذه الليلة غير مُحدَّد بليلةٍ مُعيَّنةٍ، وإنّما هي إحدى الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقِيل إنّها في الليالي الوتريّة من العشر الأواخر من رمضان.
ماذا يحدث في ليلة القدر.
ليلة القدر من الليالي التي تتنزّل فيها الملائكة بالرحمة والخير من عند الله -تعالى-، وهي تتنزّل على عباد الله -تعالى- الذاكرين له، والقائمين لعبادته؛ فيسلّمون عليهم، ويدعون لهم، فتحلّ عليهم البركات، وينزل في مقدّمتهم الملك جبريل -عليه السلام-، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، وفي هذه الليلة المباركة لا تبقى بقعة في الأرض إلّا وفيها ملك نزل بأمرٍ من الله -تعالى- حتى تضيق الأرض بهم، وفي ذلك روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى)، وهذا يدلّ على كثرة عدد الملائكة في هذه الليلة.
ويُعَدّ تنزُّل الملائكة على المؤمنين تشريفاً لهم، ورِفعة لمكانتهم عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد قِيل في الحكمة من تنزُّلهم إنّه شرفٌ لهم بالنزول إلى الأرض؛ لزيارة العباد الذين أحبّهم الله -تعالى-، ونزول الملائكة إلى الأرض سببٌ لنَشر البركات، وحِفظ المؤمنين من كلّ سوء في أنحاء الأرض، وهي تتنزّل أيضاً بكلّ أمر أراده الله -سبحانه وتعالى- في هذه السنة، أمّا الإخبار بنزولهم فقد قِيل إنّه لترغيب الناس في الإكثار من الطاعات في هذه الليلة، والانشغال بالعبادات؛ لتصيبهم رحمة الله -تعالى- التي تنزل مع الملائكة، كما قِيل إنّ الملائكة تُحبّ سماع صوت أنين المُستغفِرين التائبين إلى الله تعالى.