النظافة العامة مؤشر على رقي المجتمع!!

من خلال النظافة العامة نستطيع الجزم على ان هذا المجتمع يمتلك الوعي الكافي أم لا، إذ تعد النظافة العامة من أهم مؤشرات الوعي العام في أي مجتمع، فإذا رأيت شوارع البلد نظيفة ومنظمة وأنيقة، فأعلم أنك في مجتمع واع ملتزم بالقوانين والأنظمة، وبالمقابل عندما تشاهد الشوارع والأماكن العامة متسخة، وتنتشر القمامة والقاذورات في مختلف أرجائها، فأعلم أنك في بلد يفتقر سكانه للقدر اللازم من الوعي.
 النظافة مسؤولية عامة وجماعية، ولا يقتصر العمل فيها على عمال النظافة فحسب، فكل شخص ينبغي أن يكون عامل نظافة، حيث يتعين على كل فرد أن يلتزم بآداب النظافة وضوابطها، فلا يرمي بقشر الفاكهة أو العلب الفارغة أو الأكياس البلاستيكية وأعقاب السجائر في الشارع أو في الأماكن العامة، بل يضعها في الأماكن المخصصة لها، وعند مشاهدة أي مخالفة من أي مواطن في الشارع يرشده إلى الصواب، حيث تصير النظافة جزءا متأصلا من منظومتنا الثقافية، وبذلك يتحقق الهدف العام من النظافة بجهود الجميع، ويصبح البلد نظيفا وأجواءه أكثر نقاوة وصحية.
لا يستطيع عمال النظافة بمفردهم النهوض بنظافة البلد على أكمل وجه، وإصلاح ما أُفسد بفعل اللا مبالاة وقلة الوعي، إذ مهما كانت أعدادهم وجهودهم، والساعات التي يقضوها في العمل، لا يستطيعوا خلق بيئة نظيفة وخالية من كل ما يعكر صفوها.

هناك علاقة مباشرة بين الاهتمام بالنظافة والالتزام بالقوانين المختلفة داخل البلد، فالمجتمع الذي يحرص أبناءه على النظافة، تجده مجتمعا يلتزم بالقوانين والأنظمة، والعكس بالمثل فالمجتمع الذي لا يكترث للنظافة لا يهتم للقوانين، ويسعى إلى مخالفتها والالتفاف عليها.

من أهم مؤشرات الوعي العام في المجتمع احترام رجل النظافة، فالمجتمع الواعي يقدر عمال النظافة وينظر إليهم باهتمام وإجلال، ويثمن الجهود التي ينهضوا بها، على عكس المجتمع الذي يعوز أبنائه الوعي اللازم، حيث يميل أفراده للتقليل من جهود عمال النظافة والنظر إليهم بدونية وازدراء.
لن نصل إلى مصاف الدول المتحضرة، ما لم نمتلك من الوعي ما يجعلنا نحرص على النظافة ونحترم عامليها.