اليمن إلى أين؟!

ظل اليمنيين طوال عقود زمنية ساسة وشعب ينشدوا بالوحدة اليمنية بين شطري الوطن شمالاً وجنوباً بعد أن عاشوا التجربة التشطيرية التي اتسمت بكثير من معالم الفشل والصراعات السياسية التي نتج عنها معالم السلبية في شتى مناحي الحياة

 فبعد دراسات كثيرة وجد اليمنيين ان طريق الوحدة وإقامة دولة واحدة هي طريق النجاة وتحقيق التنمية الشاملة لإقامة دولة قوية ، وبعد أن تحقق هذا المنجز الهام في العام 1990م ،ولكن منذُ ذلك العام سعت أيادي الخيانة على تدمير ماتم إنجازه وإضاعت حلم كل يمني .

حتى مطلع العام 2011م شهد الوطن فوضى عارمة سُميت بثورة الشباب أستطاعت إسقاط النظام حسب ماكانت مطالبهم ولم تكن إسقاط الرئيس أو الحكومة كان ذلك المسمى كفيل بأن يظهر تلك النوايا فسقوط النظام هو سقوط الدولة ومؤسساتها العسكرية والمدنية وهو خطوة لإسقاط وحدة الوطن .

نجحت الفوضى ولم تدم غير أربعة أعوام حتى ظهرت فوضى أخرى سُميت ثورة الفساد فأطاحت بما تبقى من شكل للدولة وأنقسم اليمن إلى شطرين تحكم كل شطر مليشيات غير شرعية ولا تحمل أي مشروع عدا الولاء للخارج والتفريط بمقدرات الوطن من ثروة وإنسان وارض.

وها نحن اليوم أمام تقسيمات أخرى تجزأت المجزأ حيث تتجه اليمن إلى شطر ثالث في الشرق ويلوح في الأفق بوادر لظهور شطر رابع على ربوع الوطن.فهل يدرع اليمنيين ان مايحصل لايخدم الوطن أو حتى لا يخدم من يتوهمون بأنهم حصلوا على مطلبهم الشرعي وان مظلوميتهم تمت معالجتها.

لسنا هنا بصدد الدفاع عن طرف أو حزب بقدر مانحن حريصون على مصالح كل مواطن يمني وان التفرقة والتشظي لم تكن يوما هي الحل ، وان ماهو حاصل حتماً سيعود بالوبال على أصحاب تلك المشاريع وان المواطن لن يستفيد غير الحرب والفقر وصعوبة التحرك والتعايش الذي خرج الاوائل منا لاختيار طريق واحد وهو الوطن الكبير الذي يخدم كل يمني.

هناك أخطاء سياسية كانت السبب فيما آلت إليه الأوضاع نتفق جميعاً في ذلك ولكن الطرق التي اختارها ساسة اليوم ماهي إلا طريق واحد وهو النفق المظلم ، ندعو كل مواطن وكل سياسي وكل مفكر إلى اختبار لغة العقل والمنطق بعيداً عن التعصب والأنانية والجلوس على طاولة حوار يمني يمني ومعالجة كل الخروقات ورسم خارطة يمنية تنقذ ما تبقى من جسد الوطن وليعي الجميع أن المراهنة على الخارج لن يجلب للوطن إلا مزيداً من العناء وقد نوصل إلى نقطة يصعب فيها العودة لاسمح الله.