غزة ضحية اليهود.. ونحن فريسة لفساد يهودنا
شاهد العالم أجمع ما حصلت من أحداث في غزة مؤخراً أدمت الفؤاد, هــناك حيث سحقت الإنسانية بين ركام الأبنية المنهارة , وتم استباحة كل ما هو مقدسا فيها، و انطفأت شعلة الأمل في قلوب البشر،, هناك في غزة تحت السماء نفسها، لم يميز القصف بين كبير او صغير، وبين رجلا او امرأة، وبين حُلم وحُلم ,, في غزة كانت كل ثانية ودقيقة وساعة، تسجل ميلاد تاريخ جديد من الألم والقهر, والجوع، وسجلت ايضا جرح عميق في قلب هذه الأرض ,
في غزة هناك اقيمت أجواء حرب عالمية بكل مسمياتها فوق أمتار أرضٍ إسلامية, حملت فيها جميع انواع الطائرات الموت الظالم، والقتل الوحشي، والفتك الحيواني، وبأصواتها المرعبة لم تتوقف لحظة واحدة طوال الليل والنهار في أجواء مدينة رفح و خانيونس، وقصف متواصل و انفجارات عنيفة كانت تشبه الزلازل، وشهداء سقطوا بالآلاف ودماء أزهقت دون وجه حق، و لوعات، وقهر، ودموع, في ظل خذلان العالم أجمع والذي كان ينظر الى القتلة اليهود الذين لازالت أيديهم تقطر من دماء المسلمين في غزة, ولا يزالون يقودون حربًا ضروسًا لا رحمة فيها ولا إنسانية، ينامون، ويُستضافون، ويستجمّون، ويرقصون، وينشدون ترانيمهم، وينفخون أبواقهم، قادةً وجنودًا في بلادٍ يحكمها منتسبون للعروبة والإسلام، في قصورها، وفنادقها، وميادينها، ومقدّساتها, ولم يكن بيدنا شيء, إلا أننا كنا ندعي لاحبتنا في غزة بالفرج مما هم فيه ونقول للحكام المتخاذلين اللهم، سحقًا.. سحقًا.
في غزة ارتكبت المجازر بحق اهلها الآمنين و سحقت جميع منازلهم , والغرض من كل ذلك هو تهجيرهم, وتحت ذريعة اجتثاث حركة حماس,
قلوبنا كانت وما زالت مع غزة واهلها,,
وعلى اعقاب تلك الاحداث في غزة والتي سعى اليها اليهود لأبادتها ومحوها من على البسيطة, كنا ايضا في بلدنا على موعد مع إبادة من نوع آخر, إبادة ليست فيها طائرات او صواريخ او احتلال مدن او ما شابهها,,
بل إبادة على هيئة أزمات فساد عبثية مختلقة من ولاة الأمر وحاشيتهم, زُج بالجميع فيها دون ان يكون لهم فيها ناقةً ولا جمل,, وعيبهم الوحيد انهم ينتمون لهذا الوطن.
إبادة تحصل لمجتمعنا يوما بعد يوم واحداثها في تطور مستمر من حيث اختلاق الأزمات وتفشي الفساد في كل مفاصل الدولة , والذي يدار في عتمة الأزمة,ويرقص على وجع وأنين بلد مثخن بالجراح , ازدهرت في تربته بذور الشيطان , وجعلت منه بيئة يتخلق في أحشائها كل فاسد , لتحصد إجنتها صكوك التملك والثراء الفاحش, ورخاء الحياة الفارهة والعيش الرغيد ,في حين أن السواد الأعظم من الناس مغيبة حقوقهم , يدك القهر مفاصل عزتهم , و ينخر فيهم بلا هوادة, و يعربد الجوع على بطونهم الخاوية ,و مصيبتهم الكبرى إن الفساد في بلدهم كان ومازال يقيد ضد مجهول !!
مفارقات عجيبة حقا, ,
غزة كانت ضحية لليهود, وأُبيدت برمتها,, ونحن حتما كنا ضحية فساد يهودنا العازمين على إبادتنا عن بكرة أبينا جراء أزمات فسادهم المتلاحقة !!
شتان بين غزة الارض المحروقة التي أُبيدت من العدو الصهيو امريكي الغاشم, وبين صراعنا الداخلي, صراع أزمات الفساد التي لم يظهر لها صاحب.
لك الله يا غزة الجريحة,, ,
ولنا الله نحن ايضا,,و حسبنا الله ونعم الوكيل......
وتستمر الحكاية .......