الضربات الأمريكية على الحوثيين: بين المصالح المالية والتوقعات السياسية.

بقلم: منصور بلعيدي_

في خضم الصراعات الإقليمية، تتجه الأنظار إلى التحركات العسكرية الأمريكية، التي غالبًا ما تُفسر على أنها دعم مباشر لحلفائها أو محاولة لتحقيق أهداف سياسية. 
لكن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بإدارة الرئيس الأمريكي *دونالد ترامب* ، الذي عُرف بتركيزه على المصالح الاقتصادية في قراراته الدولية.

*الضربات الأمريكية: أهداف مالية لا عسكرية*
للمتفائلين بأن الضربات الأمريكية على الحوثيين تهدف إلى هزيمتهم، يبدو أن التقدير قد جانبه الصواب. 
فالرئيس ترامب لم يكن مهتمًا بنتائج الحرب العسكرية بقدر اهتمامه بنتائجها المالية.  
دفع بـ *96 بارجة بحرية* إلى المياه الإقليمية في الخليج، مؤجرًا كل قطعة بمليار دولار على دول الخليج، مثل السعودية والإمارات..وتصريح ترامب واضح ان الحرب، ستستمر ستة أشهر( والحسابة شغال).

هذه الخطوة تُظهر أن الأولوية كانت *تأمين الملاحة في البحر الأحمر* 
و*تحقيق مكاسب مالية ضخمة* من دول الخليج، وليس بالضرورة هزيمة الحوثيين.

*الواقع : بين التفاؤل والسراب*
التفاؤل بأن الضربات الأمريكية ستغير المعادلة في اليمن قد يكون مبالغًا فيه. فالسياسة الأمريكية في المنطقة غالبًا ما تُبنى على *المصالح الاقتصادية* ، وليس على تحقيق أهداف عسكرية طويلة الأمد.  
التحليل الذي يرتجي الماء من السراب، كما يُقال، يُظهر أن الاعتماد على القوى الخارجية لتحقيق الاستقرار قد لا يكون الخيار الأمثل، خاصة عندما تكون الأولويات مختلفة تمامًا.

*قراءة المشهد بواقعية*
الضربات الأمريكية ليست بالضرورة مؤشرًا على دعم سياسي أو عسكري حقيقي، بل قد تكون جزءًا من استراتيجية اقتصادية تهدف إلى *تعزيز النفوذ المالي* وتأمين المصالح الأمريكية في المنطقة.  
على الدول والشعوب أن تقرأ المشهد بواقعية، وأن تدرك أن الحلول الحقيقية تأتي من الداخل، وليس من الخارج. 
*الاعتماد على الذات والعمل على تحقيق الاستقرار الداخلي هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات.* 
الوقت قد حان للتفكير خارج الصندوق والعمل على توجيه الجهود نحو بناء مستقبل مستدام بعيدًا عن التوقعات غير الواقعية.