الكهرباء مقطوعة.. والمجلس الرئاسي يفشل: خيارنا عودة شرعية هادي أو إعلان الإدارة الذاتية

لليوم الخامس على التوالي، يعيش أبناء محافظة أبين، إلى جانب عدن ولحج، في ظلام دامس نتيجة الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي. ورغم مرور هذه الأيام الثقيلة التي تسببت بمعاناة لا توصف للمواطنين، لم نشهد أي تدخل جاد أو تحرك فعلي من قبل المؤسسات الحكومية لمعالجة هذه الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

الوضع اليوم لم يعد يحتمل الأعذار أو التبريرات. حرارة خانقة، وانقطاع الكهرباء المتواصل شلّ حركة الحياة اليومية، وأثر بشكل كارثي على المستشفيات، وعلى حياة الناس، كباراً وصغاراً. المشهد صار مأساوياً، بينما المجلس الرئاسي يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه.

فشل المجلس الرئاسي في إدارة الأوضاع بات حقيقة لا جدال فيها. لقد عجز عن تحقيق أبسط الخدمات، وعجز عن أن يكون على مستوى التحديات المفصلية التي تمر بها البلاد. لهذا، من الواجب الوطني والأخلاقي أن يقر المجلس الرئاسي بهذا الفشل ويتنحى، ويعيد الشرعية إلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يمثل الشرعية الدستورية الحقيقية والمقبولة محلياً ودولياً.

وفي ظل هذا التدهور الخطير، لم يعد أمام المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره ممثل قضية الجنوب وطموحات شعبه، إلا خياراً واحداً وواضحاً: إعلان الإدارة الذاتية بشكل كامل، والانسحاب الفوري من اتفاق الرياض الذي لم يجلب لنا إلا مزيداً من التراجع والمعاناة. لقد أثبتت المرحلة أن إدارة الجنوب يجب أن تكون بيد أبنائه، بعيداً عن التبعية لسلطات أثبتت فشلها وعجزها.

أبناء الجنوب بحاجة اليوم إلى قرارات شجاعة تحفظ لهم كرامتهم وتؤمّن لهم حياة كريمة بعيداً عن هذا العبث السياسي. الخيارات باتت واضحة: إما عودة الشرعية إلى الرئيس هادي، أو إعلان إدارة جنوبية كاملة تقطع الطريق على المساومات والمماطلة التي دمرت مؤسساتنا وحياتنا.

لقد صبر الناس كثيراً، لكن للصبر حدود. ويجب أن يعرف الجميع أن معاناة الناس ليست ورقة للضغط السياسي، بل مأساة حقيقية تتطلب تحركاً فورياً وجذرياً.

ختاماً

رسالتنا واضحة: نحن نريد دولة تحترم شعبها، توفر له حقوقه الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والخدمات. لن نقبل بالاستمرار في هذا الوضع الكارثي تحت سلطة فاشلة. وعلى القيادات الجنوبية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية أمام شعبها.