كأن مفهوم الرجولة مجرد صفقة
بقلم: أ/ حنان القاسم
أيها الرجال، انتم يامن صنعتم الحروب، ويتمتم الاطفال، رملتم النساء، ودمرتم الأرض، وشاهدتم اليهودي المغتصب لأرضكم يعيث في الارض فسادا دون ان تحركو ساكنا ولو حتى من شعور بذنب التقصير.
ايها الرجاااال يامن ينتظركم محمدا ابن عبدالله الذي قال إنه سيباهي بكم بين الأمم!! ماذا ستقولون له؟
واليوم نراكم لا تكتفون بذلك بل تستمرؤن بيع رجولتكم بصفقة مقايضة لإستغلال نسائكم بعد كل هذا!!!
وعلى سبيل التذكير، وذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين، فالرجولة لا تُباع بأثمان رخيصة من خدمات مُغرضة.
الرجولة أن تكون سنداً للمرأة دون أن تنتظر منها مقابلاً، أن تحميها دون أن تساومها العطاء بلا تلميحات ولا مواعيد خفية.
فمن ظن منكم أن الخدمات والهدايا والوعود والدعم المشروط هو مفتاح الرجولة فقد ضلّ الطريق.
العطاء الذي تمنحه هو مروءة الرجال لا يشوبه طمع ولا يلوثه غرض ولا يبتذل ويعرض في سوق الرغبات.
أما من جعل عطاؤه جسراً ليعبر به إلى رغباته، فليس رجلاً، بل تاجر صغير باع رجولته على أرصفة الحاجة والابتذال.
هذه هي الحلول ببساطة لمن يطارد النساء تحت وهم الرجولة
افهم نفسك أولاً ..
الرغبة الجنسية غريزة طبيعية، لا شك في ذلك، لكنها لا تصنع رجلاً.
مطاردة النساء لإثبات رجولتك لن يكسبك احتراماً بل سيفضح عجزك في اللحظة الحاسمة ويضاعف مرضك.
تعلم أن تكون حامياً لا مطارداً..
الرجل السوي وظيفته الدعم والحماية لا الملاحقة والضغط والاستغلال.
رمم ضعفك بالخلق لا بالجسد..
إن شعرت أنك أقل من أن تكون رجلاً .. فعوض ذلك بالصدق والشجاعة والكرم والعدل.
هكذا وحده تبنى الرجولة لا بجمع النساء كالجوائز الرخيصة.
توقف عن مقايضة العطاء بالشهوة..
العطاء المشروط يكشف عجزك ويفضحك أمام نفسك وامان المرأة التي ظننت أنك خدعتها.
املأ فراغك بالعمل لا بالملاحقة..
الرجل الفارغ وحده من يلهث خلف الغرائز.
أما الممتلئ علماً ومعرفة وأخلاقاً وطموحاً فهو يعرف مكانته، ويقدّر وقته، ولا يهدره في مطاردات تافهة.
تذكر جيدا قبل فوات الآوان أنك ابن امرأة ..
وأن لك أماً وأختاً وابنة ترفض رفضا قاطعا أن يدفعن ثمن خطيئتك ..
فقبل أن تلاحق النساء بنظراتك وكلماتك ، تذكر أنك بإهانتهن تهين رجالاً آخرين لا يرضون بكسر ظهورهم ، وما لا ترضاه لأهلك لا ترضه لغيرك.
اخيرا ..
اصنع لنفسك قيمة حقيقية..
فابنِ رجولتك بقيمة وجودك .. وبنجاحاتك وبسمعتك النظيفة ووقوفك إلى جانب الضعفاء دون انتظار مقابل.
عندها فقط ستدرك أن الرجولة ليست جسداً عاهرا ، بل روحاً نبيلة وخلقاً عالياً.