شعوباً للبيع

بقلم: حسين السليماني الحنشي

في أغلب بلدان العالم، الشعب هو صاحب القرار، وهو من يملي للصناع القرار ما يريد،  وعندما يخرج لتغيير القوانين وتعديل الدساتير السابقة، تخضع له القيادات وتصنع صوته واحتجاجاته إلى قوانين يلتمسها الشعب، ويجدها في تحسين الأوضاع إلى الأفضل من وذلك في كل المجالات...
لكن عندنا عكس الشعوب ، حينما تخرج الجماهير مطالبة بحقوق يريدونها، أو ضد مديرا، أو محافظا، أو وزيرا، أو رئيساً للوزراء، أو حتى رئيس البلاد...
لا تخضع تلك القيادات أبداً حتى لمناقشة الأوضاع التي احتج عليها الشعب؛ لأن تلك الزعامات تعرف شعوبها جيداً، فتخرج اليوم التالي ، حشودا أخرى مؤيدة للرئيس أو ما شابه ذلك من القيادات، وينقسم الشعب ويبدأ في تسليح الموالين له بالافكار المعادية للطرف الآخر، حتى تصل الأمور إلى فك اللحمة الوطنية، ويعمل المسؤولون في تأجيج الأوضاع إلى تجريم المطالبين بالحقوق أو بغيرها من المطالب السياسية، وتعمل الأنظمة على ضم المعارضة السياسية إلى تلك الحشود، بعدها تسخر كل طاقات البلاد في الاقتتال دون وجه حق، هنا يضيع الوطن والشعب والحقوق...
فتصبح الميادين والشوارع ممتلئة بالحشود التي تتسابق في إظهار الموالين لها، ومن خلال هذا ينتج الصراع الذي يستأصل مابقي من مظاهر الحياة...
فأصبحت شعوبنا للأسف الشديد، في معارض الشراء والبيع، فلا تعرف من يسوقها إلى النجاح أو إلى الهاوية!!!
ولم تكتفي تلك الحشود بالوقوف في الميادين ترفع الشعارات أو صور من خرجت من أجله، لا بل تنزل إلى ميادين أخرى من الصراعات والحروب والمعاناة المستمرة التي لا تنتهي، حينها يفقد أهل العقول النيرة مكانتهم في مجتمعات كهذه، فتهاجر أو تذبح على أبواب الأطماع...
فكانت شعوبنا هي أرخص الشعوب ثمناً، والتي تعمل بأقل الأسعار من العملاء حول العالم، في تخريب أوطانهم...