في وطنٍ أرى فيه الأحلام تتبدد.
ارتفاع الصرف بعيون الجريح راتبه يساوي 25 دولار خصوصاً مع انهيار العملة المحلية أمام العملات الاجنبية مما ادى إلى إرتفاع غلاء الاسعار بشكل جنوني فتزداد معاناة الجرحى المعاقين اكثر على ماهم عليه.
في زاوية مهملة من واقع الحياة في اليمن، يقف الجريح كضحية صامتة في وجه الارتفاع الجنوني لسعر الصرف. راتبه الشهري، الذي يعادل الآن 25 دولاراً فقط، بالكاد يكفيه لتأمين بعض الأساسيات، بينما يراه الناس واقفاً على خط النار، مضحياً براحته وحياته.
بالنسبة لهذا الجريح، يُمثل ارتفاع سعر الصرف كابوساً يتجدد كل يوم. عندما يستلم راتبه، يجد أمامه خيارات متعدده، بين كيس دقيق بالكاد يكفي عائلته، وبين لتر زيت، او توفيره لبعض من الاحتياجات اليومية والذي اصبح حلم بعيد المنال.
في وطن أصبحت فيه لقمة العيش معركة يومية، يجد الجندي نفسه وسط معركتين؛ واحدة في الميدان وأخرى في بيته، حيث تنفذ قدرته على الصمود.
ومع كل موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، تأتي موجة من الإحباط، تسحق آماله وتزيد من ثقله النفسي. بل لم تعد الآمال مرتبطة بتحسين أوضاعه أو انتظار زيادات في راتبه الضئيل؛ بل أصبحت مرتبطة فقط بالبقاء وتأمين أساسيات الحياة. ويصبح انتظار تحسين الأوضاع مجرد سراب، وعندما يغيب صوت الجندي في قرارات السياسيين، تبقى تضحياته مُهمّشة بلا مقابل.
أما أطفاله، فهم لا يفهمون لغة الأزمات أو أسباب ارتفاع الدولار، كل ما يدركونه أن والدهم الجندي يعود إلى المنزل متعباً بلا قدرة على الوفاء باحتياجاتهم الصغيرة. لكنه يعود كل مرة بأسئلة أكبر عن جدوى التضحية لوطن صار أبناؤه يشترون لقمة العيش بدمهم.
إن ارتفاع سعر الصرف بالنسبة لجريح المعاق راتبه يساوي 25 دولاراً ليس مجرد أزمة اقتصادية، بل هو انكسار لكرامته وتهميش لصوته وضياع لأمانه، في وطنٍ يرى فيه الأحلام تتبدد، ويضحي فيه بشرفه كل يوم، دون أن يجد من يسمع نداءه أو يخفف من معاناته.