هل اقتربت ساعة الحسم؟
ما يجري مؤخرا على الساحة اليمنية ليس مجرد صدفة سياسية ولا ارتباكا عابرا في مشهد الفوضى. بل توحي المعطيات بأننا أمام تحول جذري في قواعد الاشتباك وملامح المرحلة القادمة. من واقعة الشيخ الزايدي إلى حادثة هشام شرف ثم التصعيد الأخير بطرد بعثة أونمها، كل ذلك ليس إلا إشارات واضحة على تصعيد محسوب ومخطط له بعناية.
حادثة الشيخ الزايدي ليست مجرد حادث محلي بل رسالة تعكس ارتباكا متصاعدا داخل سلطة الأمر الواقع. حين تبدأ الجماعة بتصفية أو استفزاز او التخلي عن مشايخها وأبرز واجهاتها الاجتماعية، فإن ذلك مؤشر على أزمة داخلية خانقة. الأزمات لا تظهر فقط في المعارك بل في سلوك السلطة تجاه حلفائها وخصومها وفي حالة الحوثي هذا السلوك بدأ يتحول من حسابات إلى ردود أفعال يائسة
ثم ننتقل إلى حادثة هشام شرف القيادي في جماعة الحوثي والمستخدم كواجهة سياسية للخارج، والذي تم استهدافه سياسياً أو تحجيمه ما يؤكد أن الجماعة أصبحت ترتاب من أي تحرك خارج دائرة الولاء المطلق. لم تعد تقبل حتى بأدواتها إن لم تنسجم تماما مع تطرفها العقائدي وسياساتها الأمنية.
الخطوة المتعلقة ببعثة أونمهاالحديده قد لا تكون إلا البداية فهذه البعثة التي ولدت من رحم اتفاق ستوكهولم كانت في واقع الأمر أشبه بشريان تغذية سياسي وعسكري وأمني للحوثيين في الحديدة. إنهاؤها يعني فعليا نسف الغطاء الدولي الذي حال دون استكمال تحرير الساحل الغربي.
وإذا ربطنا هذا بالإجراءات المتسارعة نحو إغلاق منفذ سلطنة عمان الذي طالما كان الرئة الخلفية للحوثي ومدخله اللوجستي لتدفق السلاح والمقاتلين ندرك أن اللعبة تغيرت وأن الحصار الحقيقي قد بدأ.
منفذ عمان، الحديدة، المطارات، والموانئ كلها كانت تمثل شرايين دعم للجماعة. ومع تضييق الخناق وسد المنافذ، ستتحول الجماعة إلى كيان محاصر داخليا، لا يمتلك أدوات المناورة ولا مصادر التموين.
جماعة بلا موانئ، بلا طيران، بلا دعم خارجي وبلا غطاء سياسي هي جماعة في طريقها للسقوط الحتمي. ربما نكون فعليا على مشارف الجولة الأخيرة جولة الحسم.
فهل اقتربت ساعه الحسم؟
الجواب نعم
إن الحوثي بلا اورده إمداد يعتبر كيان ميت سريريا وما تبقى فقط هو قرار جاد وسريع باانتزاع انفاسه الاخيره