محطات الغاز.. غش ونصب بلا خجل!
بقلم: _منصور بلعيدي_
أصبحت حياتنا اليوم لعبة في أيدي العابثين، في غياب المؤسسات الرقابية والدولة التي تراقب وتحمي حقوق المواطنين.
تكاثرت علئ الناس المصائب من الضرائب والجبايات التي أرهقت كاهل الناس، إلى ارتفاع سعر الصرف الذي حول الريال اليمني إلى وزن الريشة، مرورًا بغياب مبدأ المحاسبة، الذي أتاح للفاسدين التحكم في مصائر الناس، حيث يعتبر كل مسؤول نفسه حكومة بحالها، يأمر وينهي ويفسد دون رقيب أو حسيب.
وفي ظل هذا الوضع، ظهر لنا أخيرًا أصحاب محطات الغاز يغشون الناس علنًا، دون خوف من الله أو ضمير حي.
المؤسسات الرقابية غابت منذ زمن، وأصبحت المشاهد العبثية تتكرر بشكل يومي.
تذهب إلى محطة الغاز لتعبئ سيارتك، وتكتشف أن نصف ما عبأته عبارة عن هواء، وليس غازًا حقيقيًا.
مرتان وقعت فيهما في فخ النصب، الأولى عندما عبأت دبة سعة 60 لترًا، واكتشفت أن الموجود فيها 40 لترًا فقط، والثانية عندما عبأت 40 لترًا، ووجدت أن الكمية الفعلية 20 لترًا. هؤلاء المحتالون ينهبون أموال الناس دون أي حياء، ويخدعون أصحاب السيارات، خاصة المسافرين الذين يضطرون لملء خزاناتهم قبل الرحلات الطويلة، ليكتشفوا في منتصف الطريق أن الغاز قد نفد، لأن نصفه هواء فقط.
أين الرقابة على هذه المحطات؟
وإذا لم توجد، فأين الضمائر الحية التي لا تزال موجودة عند بعض العاملين؟
هل من المعقول أن يستمر هذا الوضع دون أن يتحرك أحد لإنقاذ الناس من جشع المحتالين؟
اتقوا الله في الناس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم توعد الغشاشين بالخروج من دائرة الإسلام، فقال: "من غشنا فليس منا". فهل من معتبر قبل أن تتفاقم الكوارث، ويصبح الناس ضحايا لنصب واحتيال يندى لها الجبين؟