الضرورة الملحة لخلق واقع سياسي مغاير

بات الحديث عن واقع سياسي مغاير من الضروريات ومن أسس الأرتقاء والتغيير اللازمين في إحداث طفرة إجتماعية - إقتصادية تشمل كل الجوانب وأساسيات الحياة المختلفة بأطيافها وأشكالها العامة التي تتطلب إيجاد قواسم مشتركة تحقق مايصبوا إليه الشعب بمكوناته وركائزه الأساسية التي يتوجب حصولها هذا التغيير المطلوب ما يجعل حياة الناس في تقدم وإستقرار ورقي دائمين . 

الخروج عن هذا المشهد المعد سلفا قد يبدو صعبا نوعا ما لكن بالضرورة وجوب حتمية التمرد عليه وعدم مهادنته أو التأقلم معه ومن هذا المنطلق صار لزاما إحداث بيئة مخالفة لهذا الواقع تدعو إلى التغيير وإحداث طفرة نوعية هي أساس هذا التغيير المنشود إيجاده مع مراعاة الظروف المحيطة التي قد تكون سببا في إعاقة هذا المناخ الملائم والطبيعي في خلق صورة مختلفة للغاية عن واقع مؤلم وبائس حشر الشعب فيه وفي زاوية ضيقة أريد له أن يكون كذلك والبقاء فيه على الدوام . 

يأتي إستنهاض واقع مغاير كنتاج طبيعي لممارسات خاطئة بفعل المسافة الشاسعة والهوة السحيقة بين من هم على السلطة وبين مكونات الشعب بالتعريف الإعتباري ( الطبيعي ) وهو مايباعد بين مفهومي السلطة والحكم من جهة وبين من يقع تحت خط السلطة التي تعتبر غير طبيعية بفعل إنتقاص وإعتلال شقي المفهوم من جهة أخرى بعيدا عن الخلط على نحو غير سوي وغير مثمر أو جاد ماينتج خدوش وإضمحلال مترتب على ذلك في مفهوم السلطة من الناحية السوية الطبيعية وهو ما يعكر ويحيد عن الموائمة التي يجب أن تحدث هنا بغية التجانس والتناغم بين كل تكوينات الضد المقابل للفعل المعتل . 

كل هذا الفراغ الهائل كل هذه الهوة الكبيرة بين مزيجي مختلط متنافر بطبيعة الحال حتما سيولد تضادات واسعة وكبيرة يصعب التجانس معها أو حتى مداراتها فيما تذهب مآلات نتائجها على نحو غير طبيعي وفي أحسن الأحوال تأتي هذه النتائج بردود فعل ليست على خط مواز والهدف المراد إيصاله وتسويقه في الوقت نفسه مايدفع إلى عدم خلق تفاهمات وصراعات داخلية بين أدوات التكوين ذاته لايعبر عنها بصيغة مألوفة في الوقت الراهن مع إحتمالية تطور هذا الخلاف مستقبلا على شكل صراع بيني هو الأقرب إلى تصادم مستمر بين كل القوى المشكلة لهذا التكوين بذاته مع الإبقاء على إصلاحات طفيفة لاتعدو في كونها تلميحات مستقبلية لاتستند على أسس سليمة كالتي تسيطر على المشهد برمته وصانعة إبتكاراته الحية التي تبنى عليها حلولا مستقبلية يعول عليها في محو ماكانت عليه في السابق وفي الماضي كتغيير جذري قابل للمناقشة وإبتكار حلول جامعة وطنية تسعى إلى رفض واقع سياسي معين قائم على الفوضى وخلق تحديات هي الأقرب إلى الفشل ما يجعل من حتمية الإصلاح المطلوب كجوهر لحل كل الإشكالات القائمة ومنطلق نحو تسوية وطنية باتت هي المطلوبة في وقت مغاير تماما عن ما كانت عليه في فترات سابقة .