لنقي أطفالنا من خطر مرض شلل الأطفال
مرض شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى يصيب الأطفال دون سن الخامسة إلى حد كبير ويحتاج منذ ظهوره حتى تظهر أعراضه إلى أسبوع أو أسبوعين حيث يتكاثر في الأمعاء ويهاجم الجهاز العصبي ويسبب الشلل والإعاقة وقد يؤدي إلى الوفاة
يدخل فيروس شلل الأطفال الجسم عن طريق الفم بشرب مياه ملوثة أوطعام ملوث بمواد برازية من شخص مصاب ويتكاثر الفيروس في الأمعاءويخرجه المصاب في البراز مما قد ينقل الفيروس إلى الآخرين
تبدأ أعراض المرض بحمى وآلام في العضلات والصداع وقلة الشهية بعدهايكون هناك شعور بتحسن المريض ولكن بعد يومين إلى خمس أيام تعود الأعراض بشدة فيشعر المصاب بآلام شديدة في العضلات وإحساس بالوخز في الساقين أو الذراعين وصعوبة في المشي وسرعان ما يتطور إلى شلل
وللوقايةمن مرض شلل الأطفال يعتبر التطعيم هو الوسيلة الوحيدة لحماية أطفالنا من هذا المرض حيث لايوجد علاج فعال لهذا المرض وبمجرد إصابة الطفل به يصعب علاجه وقد يؤدي إلى إعاقته او وفاته لا قدر الله
حيث من الآمن إعطاء الطفل جرعات متعددة من لقاح شلل الأطفال منذ الولادة حيث تم تصميم اللقاح ليتم إعطاؤه عدة مرات لضمان الحماية الكاملة للطفل فلقاح الشلل آمن لجميع الأطفال كما يؤكد المختصون من أهل العلوم الطبية وكل جرعة إضافية تعمل على رفع مستوى مناعةالطفل ضد المرض
يعتبر لقاح شلل الأطفال الفموي Opv آمن وفعال وذو جود عالية وتم استخدامه واختباره على نطاق واسع عالمياً وكل جرعة إضافية منه تعني أن الطفل يتمتع بحماية إضافية ضد المرض فالجرعات المتعددة من لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم تهدف لتحقيق مناعة كاملة للأطفال وإن كان الطفل قد تلقى اللقاح من قبل فإن الجرعات الإضافية التي يتم إعطاؤها إياها خلال الحملات الطارئة تعطي الطفل مناعة إضافية وقيمة وتعزز جهازه المناعي ضد شلل الأطفال
كان هناك نجاح لبلادنا في استئصال شلل الأطفال ففي العام 2009م حققت بلادنا حالة خالية من هذا المرض وحافظت عليها حتى العام 2019م وبسبب الصراع السياسي المستمر منذ 2015م إضافة إلى التحديات في توصيل اللقاح إلى المناطق المتضررة من النزاع عاود مرض شلل الأطفال الظهور مجدداً في بلدنا حيث ظهرت 35حالة بين عامي2021/2019م و230حالة بين عامي 2022/2021م واستجابة لهذا التفشي لمرض شلل الأطفال قامت وزارة الصحة العامة والسكان وبدعم من الجهات الداعمة بحملات التطعيم على مستوى البلد
إلا أن المناطق المتأثرة بالصراع والتي تتسم بتغطية منخفضة للتطعيم عاود فيها ظهور هذا الفيروس مما ينذر بخطورة عودة هذا المرض في عموم وطننا الحبيب لذلك فإن علينا كمواطنين وكل فئات المجتمع المؤثرة من رجال دين وإعلاميين وشخصيات اجتماعية الإسهام في نجاح برامج القضاءعلى شلل الأطفال من خلال تطعيم أطفالنا ودعم حملات التطعيم في مجتمعنا ورفع مستوى الوعي حول أهمية القضاء على شلل الأطفال لينعم أطفالنا في وطننا الحبيب بحياة صحية وآمنة بعيداً عن الشلل والإعاقة