غزة بين الألم واستعراض التبرع والتوثيق

(أبين الآن) كتب | إبراهيم بن عباد
في ظل الأزمات الإنسانية التي تعاني منها غـ,,ــزة يهبّ كثير من الناس أو الملتقيات أو الجمعيات لمدّ يد العون من خلال التبرعات والدعم وهذا عمل نبيل يعكس روح الأخوة والإنسانية ويعبّر عن الضمير الحي الذي لا يصمت أمام معاناة الآخرين , لكن في المقابل نرى البعض ممن يستغلون هذه المبادرات الخيّرة لأغراض دعائية ,فيقومون بتصوير المحتاجين خلال تسليم المساعدات لهم سوا كانت طعام أو شراب وينشرون تلك الصور أو الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي .
رغم أن التوثيق قد يكون وسيلة لطمأنة المتبرعين أو تشجيع الآخرين على المساهمة إلا أن تصوير المحتاجين وهم في لحظات ضعف وفقر قد يُعدّ انتهاكًا لكرامتهم ,الإنسان المحتاج لا يفقد إنسانيته بل ربما يكون أكرم ممن يصوّره من أجل بضع إعجابات أو شهرة ,وهناك طرق بدائل لإستخدامات التصوير تكون عن طريق وضع فلاتر ضبابية على وجه المحتاج وغيرها من الطرق الحديثة ,فالمساعدة الحقيقية تكون بستر المحتاج لا بتشهيره .
من المهم أن نُذكّر بأن الصدقة التي تُعطى في السرّ أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء وأن الغاية من التبرع يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى لا لأجل الظهور أو جمع المتابعين .
وفي النهاية من يتبرع لغــ,,ــزة أو لأي محتاج في العالم يستحق التقدير ولكن يجب أن يقترن العمل الخيري بأدب ورحمة واحترام لكرامة الإنسان فالعطاء ليس فقط في المال بل أيضًا في الأسلوب والنية .
اللهم انصر اخواننا في غزة