عندما يكون ولي الأمر هو الخصم والغريم معاً...؟!!
بعد أن عجزت مخيلتنا أن تلاقي بداية تناسب ما ستخطه اناملنا, لم يخطر ببالي سوى كتابة أبيات شعرية مستوحاه من رحم المعاناة ,لتكون هي المدخل الذي من خلاله سنحاكي الواقع المأساوي المخيف الذي اطبق بفكيه كالكماشة على احوال البلاد والعباد , دون ادنى رحمة او شفقة, فقلنا فيها:
أرض السعيدة سايبة في سايبة,,,
ما شي لها دستور ذي تمشي عليه,,,
الحق ضايع والحقيقة فيها غايبة,,,
ومن جاء يدور بعد حقه ما لقيه,,,
لا عدل في الحاكم ولا في نايبة,,,
والحكم ظالم على الله نشتكيه,,,
بلاد حقاً سايبة ,وحقيقة قطعاً فيها غائبة ,حاكمها فاسد بمعية نائبة, ودستورها تالف منتهي الصلاحية, تجلت بين حناياه غياب الحق والعدل والمساواة والإنسانية, والحكم وفي دهاليز الحكم المظلمة تُسلط يد الظالم,لتنهب وتنهش في حقوق الضعفاء الذين لم يجدوا لهم سنداً او ظهراً او واسطة تراكي معهم وتأخذ حقهم ممن ظلمهم, فأصبحت ممتلكاتهم تُؤخد أمام ناظريهم ,من ضعفاء النفوس ممن لا يخافون في الله لومة لائم, كل ذلك من ولاة امرهم قبحهم الله, فــ كُممت الأفواه, كي لا يطالبون بخاصتهم المنهوبة دون وجه حق, فتوكلوا على من بيده ملكوت السموات, ناقلين شكواهم اليه متوكلين عليه , محتسبين الأجر عند الذي يمهل ولا يهمل, شاكيين من ظلمهم وأكل حقهم لله الواحد القهار المنتقم, وهو نصيرهم بقوته.
حقا انها لمصيبة عندما يكون الغريم والخصم في آن واحد هو ذاته ولي الأمر, صاحب الجاه والسلطان, هو ذاته من سخّرها لتحقيق رغباته الدنيويه, ولم يُكلف خاطره بالسعي ولو بالشيء اليسير لتوفير بعضاً من تلك الخدمات والاحتياجات الضرورية التي تعين رعيته في استمرارية حياتهم وعيشهم الكريم, وانها لمصيبة أكبر عندما ترى الدستور الذي أُسس ليُنهي حياة الغابة( البقاء للأقوى ) ويخلق العدل والمساواة بين العامة,جعلوه ذوي الجاه والسلطة يواكب حساباتهم ويطبقون بنوده متى وكيف ما ارادوا, موجهين بوصلته بإتجاة نواياهم الشيطانية الخبيثة, التي وجدوا من يروج لها من بعض الموالين لهم( المطبلين والسماسرة ) المشترى ذممهم ممن لا دين لهم ولا مله, فجعلوا منهم سلاطين زمانهم في السخاء والعطايا.
معاناة مستمرة, حياة بائسة, سلطة أمر غائبة, دستور فاسد , حقائق ضائعة, افواه كُممت, خدمات حيوية اختفت, صرف عملة واسعار مواد ارتفعت وغيرها من الاشياء والبلاوي القادمة, والتي ستبطش بمن لا حول لهم ولا قوه من الضعفاء ,
حسبنا الله ونعم الوكيل نقولها بملئ الأفواه على كل مسؤول فاسد ارتضى لأخوانه وأبناء جلدته أن يُهانوا ويُذلوا على لقمة عيشهم,
حسبنا الله ونعم الوكيل على تلك القيادات التي تتصارع على الحقائب الوزارية, ولم تفي لرعيتها بالاحتياجات الضرورية
حسبنا الله ونعم الوكيل على من ولّاهم الله أمر رعيتهم , فخانوا أمانتهم وسخّروا نفوذهم لبسط سيطرتهم, دون أن يقدموا لعامة شعبهم ادنى متطلباته الخدمية والضرورية..
قال تعالى ”لا يغير الله ما بقومً حتى يغيروا ما بأنفسهم“
نسال الله العلي العظيم أن يجعل لنا ولكم من كل هماً فرجا ومن كل ضيقاً مخرجا وأن يبطش بالحكام الظالمين ومن والاهم انهُ هو القادر على ذلك.....
والله من وراء القصد,, ,,,,