أرحموا عزيز قوما ذل

الإنسان الجنوبي كريم وشهّم وعفيف بطبيعته وقد عُرف بأخلاقة وصبرة وجلدة كان ولا زال ، هذا أمتداد سيرتة الاخلاقية على مر التاريخ ، كما هى هذه الصفات عادات الإنسان العربي ، لكن للأسف هناك اليوم مخطط قذر بمساعدة البعض من بني جلدتنا من يسعون لإهانة هذا الإنسان ، ووصل بهم الامر لمحاربة المواطن الجنوبي في معيشته ومتطلباته المشروعة ، تنفيذاً لرغبة الاسياد وأرباب النعمة والعطاء الجزيل ، مع كل يوم ننظر حجم معاناة ابناء الجنوب تزداد أكثر وأكثر مخلفة واقع مؤلم لا يجب السكوت عنه ، وعندما اقول ابناء الجنوب أقصد بها المواطنين الذين يعصرهم الفقر والقهر ويطالهم الاستهزاء والحرمان من الحقوق والواجبات ، وهنا فصل عام بين المواطن الغلبان ومن يجلسون على كراسي الحكم بمختلف أنواعها ، كبرت أو صغرت المهم في الموضوع تقاسم الكعكة وكلاً له نصيبة يحصل علية بأي طريقة ، اللهم إنها على مقاسات فُصلت من لدنهم هم لأنفسهم وبكيفهم ...

بلغ الاستحقار أعلى مراتب البهلوة وبلغ الفساد عنان السماء ولا خوف من الله أو وازع ديني رأدع ، لا تحدثني عن أعذار وأهية وحجج بأقبح أنواع الكذب ، ولا تتعلق بخيوط العنكبوت أو سراب الآماني المزيفة ، كل شيء موجود والبلاد ممتلئة بالثروات والخيرات بكل انواعها لكن سوء الإدارة والتحامل على المساكين هو ما أوصلنا اليوم إلى نقطة الصفر من هذا الواقع التعيس ، أرحموا عزيز قوما ذل ، فالكرامة الإنسانية فوق كل أعتبار ، ورأجعوا السير قبل خروج القطار عن سكة السير ، وقبل أنهدام المعبد الذي لطالما زخرفتموة على أهواكم وشأنكم على رؤوسكم ، أخشوا أنتفاضة جائع قد تطالكم وترمي بكم إلى المجهول فأنتم مسؤولون عن هذا إمام الله ، وللمواطن الحق الوقوف في وجوهكم إن ضللتم على هذا الحال ، الإنسان الجنوبي الكريم يعاني متاهات الحياة وأنتم رأغدين في نعيم الدُنيا والباقيات على بركة الله ...