ترامب ..المتغيرات الصادمة إيرانية!
بقلم: عبدالله عمر باوزير
من القضايا السياسية- الساخنة و حتى المبردة لا تحتاج إلى تحليل، أو الأحرى لا تقبل منطق الأماني المفضية إلى الخيبة، التي اصابت أطراف يمانية غرقت في العمل على افشال يقظة حضرموت ، بدلا من الاهتمام بما كان يجري في مسقط – العمانية ، مستسلمة لامانيها إلى حد الجزم أن الطريق إلى صنعاء سيمهده سلاح الجو الأمريكي ، و تعبده الطائرات الإسرائيلية، متخذة من اشغال الأطراف اليمنية بما بعد تغيير رئيس حكومة دون المساس بوزراء التوافق على التقاسم ، وهذا كله بعد عشر سنوات – بكل ما فيها من تقاسم و اخفاقات سياسية و عسكرية و إدارية .. فهل هي حالة تواكل ام توكل ؟!.
قبل أن يعلن الرئيس ترامب و بشخصه وقف إطلاق النيران على الحوثيين ، و يكشف أن ذلك تم نتيجة محادثات مع الحوثيين في مسقط.. تسليم لا استسلام ، قلت في مقالي “حضرموت.. قبل النهاية المشاركة أولا!!” : الحوثي ورقة في الملف الايراني قد تنتزع لتجير امريكيا ، المنشور 30 ابريل على اثر جلسة يمانية ضمت عددًا من متحذلقي السياسة ، في الشرعية اليمنية، قدموا للتشاور بحكم عضويتهم في التكتل الوطني، هولاء المستبشرين بتصريحات الناطقة باسم الخارجية الامريكية، لم يقدموا ايجابات على سؤال طرحته، وماذا بعد الدخول إلى صنعاء؟.. وهو سؤال افتراضي ، لم تقدم له ايجابات افتراضية مطمئنة يومها ، كما استهجن البعض قولي : قد يتحول الحوثي إلى ورقة أمريكية ، فالسياسة مصالح و استراتيجيات غير جامدة.. لا تهويش واغراق في الفراغ الذاتي .
لذلك فاجئتهم تصريحات الرئيس ترامب .. بل وصدمتهم ؛ لا كما اذهلت رئيس وزراء اسرائيل – نتنياهو، الذي تلقى صدمة حقيقية أن اسرائيل أداة وحليف لأمريكا لا رئيس حكومتها ، وأن حزب الله اللبناني ، هو ما كان يهدد اسرائيل لا انصار الله اليمني ، وهذا في تقديري ما سيسوقه الرئيس الأمريكي ،الى العلاقة القادمة مع إيران لدول الخليج العربية .. الأمر الذي لن يكون ملف الحوثي على اجندة المحادثات مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية و الامارات و قطر.. أكثر من جائزة ترضية إيرانية ، و ورقة أمريكية لأسباب يعرفها الجميع.
أمل أن يكون الصواب قد جانب ما ذهبت إليه.. ولكن كم هي محزنة ومخزية أن نكون متلقين.. متواكلين، نرفض أن نتغير في عالم سريع المتغيرات.. رغم وجودنا على جغرافيا تهم كل القوى والمصالح المتناطحة في هذه المنطقة..ولا نعرف كيف نستثمرها.. حتى وصلنا ان يفرض الحوثي أو أنصار الله علينا شريكا محوريا في التسوية السياسية القادمة ، و بالتالي القوة المتحكمة في سياسة الدولة اليمنية.. هذا إذا لم تكن اليمن جائزة العلاقات الأمريكية – الإيرانية !!.