في الذكرى السابعة لرحيل والدي.. نشأ يتيماً وعاش صادقاً وتوفي شامخاً
ولد المناضل الفقيد الوالد عبدالله علي حدوره المحوري في عام 1945م بمحافظة أبين مديرية الوضيع قرية رشاد أحد القرى التابعة لقبيلة آل محوري.
توفي والداه وهو صغير عاش يتيم الأبوين مع إخوانه الأصغر منه، تعلم القراءة والكتابة ليلتحق في نهاية عام 1963 في السلك العسكري في أحد المعسكرات خلف منطقة صلاح الدين بعدن استمر في تقريباً سنتين ليتم تحويله إلى منطقة العبر محافظة حضرموت.
لم يستمر كثيراً هناك حتى جاءت دورة في سلاح الدروع وكان الوالد تغمده الله بواسع الرحمة من ضمن أفرادها الذين تم إرسالهم إلى عدن تبع الفيرت في عام66م ضمن قوام الكتيبة الثامنة السرية (د) وكان قائدا عليها أحمد صالح دهيس الحسني.
كان معه في هذا الدورة من آل محوري علي محمد محروق (الفوشه) وسعيد صالح النقي وأيضا كان موجود فيها الرئيس المشير عبدربه منصور هادي وناصر منصور سعيد المارمي وهيثم قاسم طاهر وعبدالرحيم عتيق ومجموعه كبيرة من الأفراد.
بعد إكمال الدورة تم نقلهم إلى شبوة مديرية بيحان عام 67م وسبب التنقلات في السلك العسكري بين فترة وأخرى تم نقلهم إلى كرش ثم إلى الضالع ومع بداية عام 70م انتقل الى ثوف محافظة المهره جلس تقريباً اربع سنوات هناك ليتم نقله إلى محافظة أبين مديرية مكيراس مع نهاية عام 74م.
في مكيراس استلم الوالد رساله تفيد بوفاة أخيه الأصغر حيدره سالم علي (امعبادي) وعندما فقد الوالد أخاه ترك كل شي خلفه من أجل الحفاظ على الأسرة.
فكر كثيراً أن السلك العسكري ليس مناسب له ولم يكن هناك أحد يقوم بمقامه في البلاد بعد فقدان أخيه.
تم نقل اللواء إلى عدن في عام 77م ووقتها لم يكن هناك واسطه أو تفريق في العمل العسكري ليقوم الوالد بتقديم استقالته من السلك العسكري بشكل نهائي.
بعد الاستقالة اشتغل الوالد اعمال خاصة صعبة ليكافح الحياة بالقرب من أسرته ومن محبيه.
بعد الوحدة اليمنية وقبل اندلاع الحرب قام بالتسجيل في قوات صالح منصر السييلي وتم ترقيمهم وقاموا بصرف أسلحة لهم وكان من المشاركين في خرب 94م مع القوات الجنوبية.
بعد أن هدأت الأوضاع عاد للعمل الخاص في البناء وهو شغل يدوي صعب ولكنه كافح الحياة بعرق جبينه دون النظر إلى الدولة رغم علاقاته الواسعة مع القيادات العسكرية سابقاً.
عاش فقيراً ولكن ملك سمعة طيبة في الوفاء بكلمته حتى أن جميع التجار في لودر من أصحاب المواد الغذائية والملابس والذهب يطلبون ضمانة الوالد في حال إذا كان الشخص المشتري يريد أخذ شي آجل، وكانوا يأتون إلى الوالد أشخاص يمتلكون سيارات وأحوالهم أفضل من والدي بكثير مرات واوفياء بنفس الوقت ولكن التجار يحترمون والدي بالوعد الذي يقطعه على نفسه من أجل سدد الديون في وقتها المحدد.
كان الوالد تغمده الله بواسع الرحمة صادق الكلمة والمبدأ لا يجامل أحد ولا يرضى بظلم اي شخص حتى لو كان الشخص الخاطئ من أبنائه لا يرضى أن يكون مع ولده على العمل الخطأ.
تعرض الوالد لذبحة صدرية في عام 2008م وتم إسعافه إلى عدن وتمت معالجته ولكن عادت مضاعفاتها في عام 2014م ونصحوا الأطباء بعلاجه في الخارج وبقي عايش على صمام واحد وجاءت الحرب وبعدها تم إسعافه إلى المملكة العربية السعودية من أجل عمل دعامات ولكن نتيجة لضعف عضلة القلب لم يستطع الأطباء هناك من إجراء عملية شق من أجل عمل الدعامات.
أعطى له الأطباء أدوية ساعدته بشكل كبير فترة من الوقت لم تكن الأدوية كافية في علاج حالة الوالد الصحية.
اتذكر ذات يوم في 2017م والوالد قد انهكه المرض وكان هناك إجتماع مع آل محوري في منطقة فريدة بمنزل الشيخ عزب الله يرحمه ويغفر له ارسل الشيخ رساله لكل عرفاء بيوت إلى محوري ووصلت الرساله لوالدي الذي يمثل عريفة عن بيت اهل حدوره ورد على الرساله بالاعتذار وتكليف أحد إخواني ولكن الشيخ عزب كان مصراً قائلا اريد عبدالله علي حتى ولو على فراش الموت لم يستطع الوالد الحضور وقام أحد إخواني في الذهاب لهذا اللقاء.
ومع بداية عام 2018م تعرض لانتكاسه مرضية تم إسعافه إلى عدن وجلس هناك بالقرب من المستشفيات حتى ليلة الجمعة العاشر من مايو 2018م اسعف إلى أحد المستشفيات وتضاعفت حالته وكان على يقين أنها النهاية عندما قال لي لا تروح إلى اي مكان أجلس بالقرب مني.
ومع اذان فجر الجمعة كلمني أن أخذه من أجل يتوضأ للصلاة وبعد أن صلى على السرير دخل في غيبوبة تامة نقل مباشرة للعناية المركزة حتى الساعة التاسعة صباحاً أبلغني الدكتور بأن الوالد أنتقل إلى الرفيق الأعلى ومن يومها فقدت الركن والسند نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
كان عضواً في مياه الشرب الوضيع ايام الحزب وعضواً في اللجان الشعبية في المديرية ايام الرئيس علي ناصر محمد.