الصحف..!( نثر)

كلمات: حسين السليماني الحنشي 

أكتبي ياصحفا عني ،
أكتبي ياصحف اليوم،
على مدار الساعة،
عن مأساتي...
عن أحوالي ،
عن حياتي...
عن صبري،
الذي فاق التوقعات...
أكتبي عن بيتي،
الذي ولد فيه الحب!
ثم أحرقوه...
لماذا لا تكون لكم راحة،
في الأسبوع 
يوماً كسائر أصحاب،
الحرف،
والمهن؟! 
أجابت : حالتكم ، 
لا تستدعي السفر! 
ها قد دعوني، 
للمعابر الحدودية، 
لنقل الخبر،
بالصوت والصورة!
نحن صحف العالم كله!
هل مررتم، بمزرعتي ؟
بل بأرضي التي مني،
سلبوه،
وأبي الذي أخذوه ،
وأخي أيضاً قتلوه،
والآخر اعتقلوه، 
وهذا عذبوه،
وأختي في المعتقلات،
 اغتصبوه،
حتى العجوز على الطرقات جردوه.
حتى ألعاب أطفالي أحرقوه .
لاتجد بيتا إلا وهدموه
نعيش الضياع بكل لحظة،
حتى أمي بالغبار غطوه،
حتى ورد الربيع بالجنازير سحقوه.
جف القلم...
كثر الورق...
كل بشاعة كتبتموه ،
وكل جرم ،
سطرتموه،
عن مأساتي، 
تشريدا،
وحصارا،
صورتموه،
فهل نحن ألعاب للتسالي 
تمتلئ بها أجهزة الظلم 
للاخبار؟!
أين الهروب من مأساتي؟
حتى مقرات الفضيلة،
اغلتموه.
وسيارات النجدة
حطمتموه ،
لا يوجد في قاموسكم 
الملطخ بالدماء 
حدود...
لايوجد بكم ضمير ،
متصل 
بالفضيلة، 
مبنى على الأخلاق الحميدة ،
فأنتم عنوان لكل رذيلة...

٢٧//٣//٢٠٠٣م