إنتفاضة النسوان السلمية مرحلة جديدة في تاريخ النضال الشعبي لإنتزاع الحقوق!

جاءت الثورة النسوية الغاضبة "ثورة النسوان" التي أندلعت الأسبوع الماضي في العاصمة عدن وأمتدت شراراتها الى معظم المحافظات المحررة، وكانت بمثابة المحفز والدينمو لما نشهد اليوم من أحداث أشبه ماتكون بالإنتفاضة الشعبية العارمة للمطالبة بابسط الخدمات والعيش الكريم عقب فشل حكومة المحاصصة والمناصفة في تلبيتها للشعب الصابر.

حالة الإستخفاف بأوجاع ومعاناة الشعب التي تنتهجها السلطات لا ينبغي ان تستمر، وعلى الجميع "حكومة شرعية ودول التحالف الداعمة لها" أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية تجاه الشعب الذي لم  تجرده الحرب "العشرية" من كافة مقومات الحياة الكريمة فقط بل أصبحت تهدد وجوده في ظل الانهيار الإقتصادي الذي يدفع الناس للاستسلام للجوع والمرض! 

فصرخات الحرائر والماجدات التي صدحت في عدن والمحافظات المجاورة لها تعد جرس إنذار ورسالة يجب على رئيس الوزراء المُعين د. سالم بن بريك أن يعيها جيداً ويبني على أساسها خطته في التعامل مع الأزمة على ضوء المؤشرات التي تشي بخطورة الأوضاع التي بات المواطن يوجهها!

وإذ تمثل الحركة الإحتجاجية، النسوية، السلمية، والشعبية المنددة بالتدهور الغير مسبوق الذي تشهدته البلاد في الجانب الإقتصادي وغياب الخدمات العامة بشكل كلي تقريباً، حالة صحية ونتاج طبيعي لواقع حال المجتمع، فأن التعامل الأمني معها وتأخير المعالجات التي يتطلبها الوضع القائم، سيؤدي حتماً إلى تعاظم هذه الحركة الإحتجاجية، وبالتالي إرتفاع الإحتمالات التي ستقودنا بقوة الإرادة الشعبية هذه المرة إما لحدوث تغييرات جذرية في واقع الحكم القائم، او الولوج في دورة جديدة من الفوضى ستقضي على البصيص الخافت للأمل في العودة والنهوض!!