عندما يساوي راتب المعلم قيمة جوال طالبوه بتطبيقاتكم البنكية الحديثة
الحكومة ممثلة بوزارة المالية سحبت مرتبات الموظفين من الباب الاول باب الاجور والمرتبات والذي لا يحق قانونا السحب والتصرف فيه إلى الباب الرابع باب المنح والمساعدات لتزيد من معاناة الموظفين سوء على سوء في ظل الانهيار المتسارع للعملة المحلية والخدمات الاساسية التي باتت تعتمد على المنح والمساعدات التي تقدم للحكومة بين فينة واخرى من التحالف والدول المانحة
مازاد الطين بلة دخول البنوك التجارية وشركات الصرافة الخط لتصبح هي المتحكمة في صرف المرتبات بعد تخلي الجهات الحكومية المختصة عن القيام بدورها ومهامها في صرف المرتبات الشهرية للموظفين لنرى ذلك الرويتب الشهري الذي لا يكفي الموظف لبضعة أيام لا يصرف إلا بعد مرور ما يقارب الشهران واكثر
بعد قرار منح البنوك التجارية وشركات الصرافة صرف المرتبات تجرع الكثير من الموظفين ومنهم المعلمون عناء السفر إلى المدن الرئيسيةليصرفوا رويتبهم ويستهلكوه لفتح حساب بنكي لدى تلك البنوك التجارية وكأن ذلك الموظف لديه ارصدة حسابية وبنكية وليس مجرد فتات يتم سحبه كاملاً من ذلك البنك او الشركة بمجرد سماع الموظف بصرف المرتبات للمرافق والإدارات الحكومية
اليوم نسمع ونقرأ ان البنوك التجارية وشركات الصرافة وبتوجيهات من وزارة المالية تشترط على المعلمين ان يتم صرف مرتباتهم عبر رابط تطبيقي وكان وزارة المالية والبنوك التجارية متواجدة في الدول الاسكندنافية وليس في اليمن متجاهلة تردي وضعف خدمة شبكات الاتصالات والنت في اغلب المحافظات اليمنية ناهيك على ان سواد عظيم من الموظفين ومنهم المعلمون لا يمتلكون جوالات حديثة للتعامل مع التطبيقات البنكية الحديثة ولايستخدمونها بتاتاً
بالله عليكم معلم راتبه لا يتعدى المائة ريال سعودي تطالبونه ان يتعامل معكم بتطبيقات وتقنيات رقمية حديثة وهو لا يستطيع شراء جهاز جوال رقمي قيمته على الاقل خمسة اصعاف مرتبه الشهري
كان من المفترض عليكم قبل ان تطالبوا الموظف او المعلم التعامل بتقنياتكم الحديثة ان ترفعوا مرتب ذلك الموظف وذاك المعلم بما يعادل قيمة جوال رقمي يتمكن من شرائه ثم اطلبوا منه استخدام تطبيقاتكم وتقنياتكم الحديثة والرقمية التي تطالبونه اليوم بالتعامل معها
وفروا شبكات اتصالات ونت عالية الجودة في عموم المحافظات والمدن والارياف ثم طالبوا الموظف والمعلم ان يستخدم تطبيقاتكم لاستلام مرتبه الزهيد ام غير ذلك فإن ما تطلبوه ضرب من الخيال
فاقد الشيء لا يعطيه فكيف بكم تطلبون من لا يملك الشيء ان يتعامل معكم بما لا يملك وليس بمقدوره ان يتعامل معكم به
يبدو ان الابراج والقصور العالية التي يعيش فيها مسؤولينا جعلتهم لا يستشعرون حال الموظف والمعلم البسيط والظنك والأسى والمعاناة التي يتجرعها بسسبب سياساتهم الحكومية الفاشلة وعدم استجابة الحكومة لمطالب الموظفين والمعلمين برفع الحد الأدنى من الأجور ليتمكن من توفير ابسط متطلبات العيش الكريم فقط وليس رفاهية التطبيقات والتقنيات الحديثة والمتطورة التي يطالب اليوم الموظف والمعلم استخدامها والتعامل معها
صدق من قال ان لكل داء دواء يستطب به إلا حكومتنا أعيت من يداويه