الصيف الأخير للشاعر ايهاب باضاوي.. برحيله فقدت الأوتار أعذب الكلمات 

بكت الأوتار لفراق الكلمات وضجت المسامع بالانات وارتفعت أصوات الاهات برحيل شاعراً  فاضت حدقات العيون بدمعاتها لرحيله كيف لا تفيض ومن فقدنا فقيد فقدت برحيله الأوتار اروع الكلمات  بحروفها التي خاطبت الإحساس بابتسامة طفلاً يبحث عن براءة طفولته في محيط مزدحم بالمعاناة وأنين الثكالى وجراح شيوخ أثقلت كاهلهم الحياة ايهاب باضاوي شاعر وراوي ارتبط اسمه بمدينة شقرة مهد ولادته ونشأته الأولى بها ترعرع وبها حملت أنامله القلم منذ نعومتها طالبا في مدارسها ومن سواحلها دخل أعماق بحور الشعر بقلب مرهف عاشقاً لمدينة لم يسكنها بل سكنة في وجدانه وصارت ملهمته ومحبوبته الأولى لا سواها والتي  بإحساس العاشق الولهان قال عنها ما يقوله المحبوب فيمن احب.

لم تقف عذب الكلمات للشاعر الراوي ايهاب باضاوي على الرقعة الجغرافية لمدينة شقرة لكنها سافرت مع لحن الأوتار الجميلة قاطعه مسافات لا حدود لها في بحور الشعر مرددة لحن دان الدحيف المتميز بالأصالة لمدينة ارتبط سكانها بأعماق البحار وسنارات الاصطياد يصطحبهم دان الدحيف.

عرف الشاعر والراوي ايهاب باضاوي أبو آية ببساطته وأخلاقة محب للجميع ومحبوباّ للجميع ابتسامته العريضة عنوان القلب الذي لا يحمل إلا السماحة ممزوجة بالطيبة والعفوية ناضجة بالوفاء شامخة بعزة النفس والكرم والسخاء نابذه الكراهية.

فعندما نتحدث عن الأدب والثقافة نجد بصمات ايهاب باضاوي راسخة في سطور التاريخ تنثر عبير كلماتها في الصفوف الأولى من الإبداع متحدثه بحروف الغزل والمعاناة متحدثه بلغة الثائر وحنين المسافر المشتاق  للوطن ولهفة المفارق للحبيب. 

لكنه الصيف الأخير للفقيد صيف احرق المشاعر استفاقت شقرة على حرارته بضجيج الانات والحسرات برحيل الشاعر ايهاب باضاوي الذي سكن قلوب أهلها ..

رحل ايهاب باضاوي بعد أن شيد صرحاً شامخاً باعذب الكلمات لثراث أبين الأصيل رحل بعد أن لملم اوراق ثراث متناثرة ، رحل ابو آية بعد أنهك جسمه المرض، رحل لكنه لم ترحل كلماته التي ستظل في سطورها شامخه تحدث الأجيال أن ابين انفردت بتراثها ، وان ايهاب باضاوي عميداً من أعمدة هذا التراث الأبيني الأصيل .