علم الجنوب.. راية العزة والسيادة والكرامة

علم الجنوب ليس مجرد قطعة قماش تُرفع على سارية، بل هو وجدان شعب بأكمله، رمز كفاحه وهويته وسيادته وكرامته وراية دولته . إنه الصوت الصامت الذي يجلجل في الآفاق، يروي للعالم قصة شعب حر عظيم .

هو الكفن الذي احتضن أجساد الشهداء، والوشاح الذي لف أحلام الأطفال، والنبراس الذي أضاء دروب المناضلين، واحتضن وصايا الراحلين.

هو السماء الزرقاء التي مرت من ثنايها ابتهالات الأمهات، وادعية الشيوخ 
هو البحر الذي غسل جراح المقاتلين، والرمل الذي ارتوى بدماء الشهداء و تبلل بعرق المزارعين، هو الملح الذي حفظ نكهة الأرض والهوية.

هو غضب الثائرين وعنفوان الماجدات وبندقية المقاتل حين ينادي الواجب، صوت شواض النار وسنا البرق وغيث السحاب ودفئ المطر وعطاء المواسم

هو عرق الكادحين الذي لا يقدر بثمن ومبضع الطبيب حين تئن الجراح، ودم الشهيد ودمع اليتيم وصيحات الساحات وحبر الصحف وتراتيل الليل وفجر النصر الباسم .

هو سنابل القمح في مواسم الخير، وشوك السَّمُر الصامد في وجه الريح، وباسقات النخيل التي تعطر بطلعها وبلحها السماء والسحب الغاديات .

هو المرافئ التي استقبلت العائدين، والمدارس التي خرجت الأحرار، وأحلام الأطفال التي تكبر بكبرياء،
وطموحات الشباب التي تعانق المجد.

هو  الحارس الأمين لذاكرة الجنوب، ولسانه المتحدث الأبدي في كل محفل. في صمته، يقرأ الجميع رواية شعب ابي لا يعرف الخضوع، ولا يرضى الدنية.. ساريته  التي تتسامى في العلى، لا تشير إلا إلى حرية شعب أبيّ، لا ينكسر، لا يساوم، لا يُهزم.
هو علم الجنوب... يرفرف ولا ينثني . ارتفعى ليبقى رمزا وشاهدا على مجد شعب لا يموت