أهمية فتح طريق ثرة: ضرورة إنسانية ملحّة

في خضم الأزمات التي تمر بها العديد من المناطق في اليمن، يبرز طريق "ثرة – لودر" كواحد من الشرايين الحيوية التي تربط بين المحافظات الجنوبية والشرقية. غير أن استمرار إغلاق هذا الطريق منذ سنوات، بسبب الصراعات المسلحة، تسبب في معاناة إنسانية كبيرة للسكان، وزاد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية عليهم. إن فتح طريق ثرة لم يعد مطلبًا خدميًا فحسب، بل بات ضرورة إنسانية عاجلة.

1. تخفيف المعاناة الإنسانية

يمثل طريق ثرة المسار الأقصر والأكثر أمانًا للوصول إلى محافظة البيضاء من لودر والعكس. ومع إغلاقه، يضطر المواطنون إلى سلوك طرق وعرة وطويلة تتطلب ساعات إضافية من السفر، وتضاعف من المخاطر خصوصًا على المرضى والنساء الحوامل وكبار السن. فتح الطريق سيساهم في تسهيل حركة السكان وتيسير الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية في المناطق المجاورة.

2. إنعاش الحركة الاقتصادية

أدى إغلاق الطريق إلى عرقلة حركة البضائع والمنتجات الزراعية والتجارية بين المحافظات، ما انعكس سلبًا على معيشة السكان المحليين ورفع أسعار المواد الأساسية. إعادة فتح الطريق سيعيد تنشيط الأسواق المحلية ويعزز من الترابط الاقتصادي بين المدن، ما يُسهم في تحسين الوضع المعيشي للسكان.

3. تعزيز التماسك الاجتماعي

يُعتبر طريق ثرة رمزًا للتواصل بين المجتمعات المتجاورة، ووسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين أبناء الوطن الواحد. استمرار إغلاقه يعمّق حالة الانقسام ويعزل المجتمعات عن بعضها البعض، بينما فتحه يعيد الأمل ويؤكد على وحدة الصف والمصير المشترك.

خاتمة

إن فتح طريق ثرة ليس مجرد قرار إداري أو إجراء عسكري، بل هو موقف إنساني وأخلاقي في المقام الأول. إن التكاتف المجتمعي والضغط من أجل إعادة فتح هذا الشريان الحيوي يعكس مدى الوعي بأهمية السلام والعيش المشترك. فلتكن هذه الخطوة بداية لمزيد من الانفراجات التي تضع الإنسان وكرامته في قلب كل قرار.