عشر موسى
كتب: أبو زين ناصر الوليدي
أتذكر وأنا صغير جدتي رحمها الله تعالى كانت إذا دخلت العشر من ذي الحجة تقول إنها (عشر موسى)، وكنا ونحن أطفال نسمي هذه العشر (عشر موسى) وكان هذا الاسم مشهورا بين الناس، فلما شبينا وتعلمنا بعض العلم وتثقفنا بعض الثقافة الإسلامية كنا نضحك من الكبار عندما يقولون أقبلت (عشر موسى) ونعتبر ذلك من جهلهم وتخاريفهم كغيرها من التخاريف والجهالات التي كنا نستهجنها منهم.
فلما كبرنا وقرأنا في كتب التفسير أكتشفنا أننا نحن المخرفون وأن ما كانت تقوله جدتي وجيلها أن له أصلا في كتب التفاسير وفي روايات السلف الصالح.
قال الله تعالى:
( وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً...)
سورة الأعراف الآية ١٤٢
جاء في التفاسير
أن الله واعد موسى أن يكلمه بعد شهر ليلقي عليه الكثير من التعاليم وكان ذلك الشهر هو شهر ذي القعدة، وخلال هذا الشهر كان موسى يهيء نفسه للقاء الله وسماع كلماته بدون واسطة، فكان يتعبد بشتى أنواع العبادات، من صيام وذكر وصدقة وبر ووو إلخ فلما أكمل موسى ثلاثين يوما أي أكمل شهر ذي القعدة أفطر حتى يلقى الله ورائحة فمه زكية طيبة، فلما فعل ذلك قال له الله ياموسى لم أفطرت؟ أما تعلم أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك؟ ياموسى صم عشرا حتى تلقاني صائماً، فصام موسى عشر ذي الحجة. ولهذا سميت هذه العشر عشر موسى وهي العشر التي قال الله تعالى فيها ( وأتممناها بعشر)
عفواً جدتي
انظر تفسير ابن جرير
وتفسير ابن كثير
وتفسير القرطبي
تفسير البغوي
روح المعاني