الشهيد عبد اللطيف السيد مازال حيا في قلوب الأوفياء
بقلم: عفاف سالم
قبل أسابيع مرت الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد حزام محافظة أبين وفارسها المقدام عبد اللطيف الذي ترجل عن صهوة جواده في العاشر من أغسطس 2023م واسدل الستار عن حياته الحافلة بالكد والمحفوفة بالمخاطر
رحيل القائد عبد اللطيف السيد ترك اثرا موجعا في المحافظة لدى كل من عرفه ومن لم يعرفه و مازالت ذكراه الطيبة حية في نفوس الأوفياء من مختلف الانتماءات و الشرائح المجتمعية
الشارع منح الشهيد رتبة العميد قبل موته استحقاقا وقبل ان تمنحه الجهات العليا هذه الرتبه بعد موته وفاء وكم تمنينا منحه رتبة اللواء وكانت ستكون اعظم وسام لشهيد
بالمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده كانت قد اقيمت بعدن 23 اغسطس حيث امتلأت القاعة عن بكرة ابيها بالحضور وتزاحمت الحشود رغم عدم علم الكثير بموعدها
هكذا الأوفياء يتركون بصمات لا تمحى عندما يرحلون بصمت ودونما وداع ...
الشهيد عبد اللطيف كانت قد توفرت له أسباب الحياة الكريمة لكنه ابى الدنيا وطمع في نعيم الاخرة
كان يعمل لدنياه واخرته معا طبق الفول أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا
عمل لدنياه وعمل لاخرته ولم يفلح نعيم الدنيا في كبح جماح حبه للشهادة
تعرض مرات كثيرة لمحاولات الاغتيال وكان ينجو منها بأعجوبة حينما كان في العمر بقية وقبل ان يحين الأجل للقاء ربه بساعات كان يصول في البوادي ويجول مستبشرا
لقد غادر الدنيا وهو يجوب الاودية والسلاسل الجبلية ذهب لأماكن محفوفة بالمخاطر دون ان يبالي
قالها مرات ومرات بحسب ماقرأنا انه مشروع لشهيد وكان يدرك جيدا ان الموت يتربص به من كل حدب وصوب ويؤمن ان لكل أجل كتاب والنفس إذا جاء اجلها لا تستقدم ولا تستأخر
عبد اللطيف ترك وصيته ان لا يتم تصويره في موته لعله كان يظن ان جسده سيتناثر اشلاء فكره شماتة الشامتين ولم يكن يدرك ان لطف ربه سيحفظ له جسده
عبد اللطيف اوصى بعدم اقامة العزاء وافتراش المقايل تجنبا للمخاطر فقد ارتقى ثلاثة من اخوته في عزاء عام لهاشم كما اوصى بأن لا يقام له تأبين وكلها اعمال بدعية أراد التجرد منها لانها لا تأتي بخير
اوصى الشهيد بأن لايصدر له كتاب لأنه أراد اخلاص العمل لله وليس للرياء الذي ينقص الاجر ولم يأبه للتوثيق الذي يعد شهادة للاجيال
اصلح الشهيد حاله مع ربه حتى يلقاه بنفس راضية وينعم بنومة هانئة وعمل بالاسباب التي تقربه الى ربه محافظا على صلواته ومكثر من صدقاته ومخلصا بطاعاته وبسيطا بتعاملاته
ترجل الفارس عن دنيا البشر الفانية ليرقد بسلام ولعله فاز بالشهادة وصار من الاحياء الذين عند ربهم يرزقون فربنا تبارك وتعالى يقول ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون والشهيد يشفع لسبعين من اهله وهذه اكرامية إضافية لمن قبلت شهادتهم وكانت خالصة لوجهه الكريم
نسأل الله ان يتقبله مع الشهداء وان يبارك في الاحياء حيدرة السيد خير خلف لخير سلف وعبد السلام عارف وكل الجنود المجهولة التي تعمل مابوسعها لتعزيز الامن والاستقرار في المحافظة ونسأل الله ان يصلح احوال البلاد والعباد
وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
عفاف سالم