في ذكرى استشهاد البطل سميح جرادة

مرت ثلاث سنوات منذ أن غادرتنا جسدًا، لكن روحك الطاهرة ومواقفك البطولية لا تزال حيّة بيننا. الرابع من يناير ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو تاريخٌ نقشناه في قلوبنا بدمائك الطاهرة وتضحياتك الجليلة. إنه يوم البطولة التي سطرتها بدمائك الزكية، يوم نيلك الشهادة التي كنت تستحقها بعد أن جعلت من ساحات المعارك ميدانًا للشرف والنصر.

يا أبا أحمد، يا من كنت مثالًا في الشجاعة والإقدام، نذكرك في كل لحظة، فتلك الذكرى ليست مجرد كلمات أو شعارات؛ هي شعلة أمل وإصرار تتوقد فينا كلما تذكرنا بسالتك في مواجهة أعدائك. لقد كنت فارسًا لا يهاب، تزرع الرعب في قلوب الحوثيين أينما حللت، تردعهم بضراوة وتدفعهم للويلات حتى لحظة استشهادك التي كانت تاج عزك الأبدي.

ما أبلغ حضورك في الغياب، وما أجمل ذكرك الذي يتردد على كل لسان. لقد تركت أثرًا خالدًا، لا تمحوه الأيام، ولا تخبو أصداؤه. صفاتك النبيلة وأخلاقك الرفيعة جعلتك أخًا وصديقًا ومُلهمًا لكل من عرفك. لقد كنت في حياتك نموذجًا للبطل الحق، وفي استشهادك رمزًا للتضحية والفداء.

أي كلمات يمكن أن تفيك حقك؟ وأي قلم يستطيع أن يخط عظمة مواقفك؟ لو اجتمع كل ما كتبناه، لن يساوي لحظة من لحظاتك البطولية، أو قطرة من دمائك التي سالت لترفع راية الحق عالية. لكننا نكتبها اليوم، لا لنختصرك، بل لنوثق ذكرى أبت أن تبقى حبيسة القلوب، لتبقى مشعلاً يضيء لنا طريق الكرامة والحرية.

رحمك الله يا سميح جرادة، وجعل دماءك الطاهرة نورًا يهدي الأجيال القادمة. طيب الله ثراك وأسكنك الفردوس الأعلى. لقد كنت نجمًا في حياتك، وستبقى في ذكراك شعلة لا تنطفئ في سماء الوطن.

سلامٌ عليك يا من عشت بطلًا ورحلت شهيدًا. وسلامٌ على ذكراك التي ستظل خالدة أبد الدهر.