المخدرات خطر يهدد الجميع
لم يعد صراع الحرب العسكرية التي تخوضها الاطراف المتصارعة في اليمن هي ما يتهدد حياة اليمنيين فقط بل ان هناك حرب اخرى ناعمة اشد فتكاً بحياتهم ومعيشتهم وهي حرب تجارة وتهريب المخدرات التي صارت تغزو اسواق مدن ومحافظات اليمن ككل عبر شبكات تهريب وترويج تقوم بتجنيد اطفال وشباب وفتيات بعد الإيقاع بهم في شراك تلك العصابات المجرمة
تنظيمات وجماعات ارهابية ودول ترعاها تقف خلف دخول وتهريب المخدرات الى بلادنا هدفها بث السموم بين اوساط شبابنا للسيطرة على وعيهم وفكرهم لزعزعة امن واستقرار البلد وتحقيق الأهداف الاسترتيجية لتلك التنظيمات والجماعات الإرهابية والدول الراعية لها للحصول على عائدات وارباح مالية كبيرة من تجارة هذه السموم تمكنها من تنفيذ عملياتها الإرهابية وبسط نفوذها السياسي والاقتصادي والتجارية على البلد
صارت بلادنا سوق رائجة ومحطة ترانزيت لتجارة وتهريب المخدرات بعد ان استطاعت تلك التنظيمات والدول استغلال حالة الصراع الدائر منذ ما يقارب عقد زمني وطول مساحة السواحل اليمنية التي وجدت فيها فراغ امني لتهريب تلك السموم القاتلة لشبابنا
فرغم الجهودالتي تبذل من الجهات الامنية التي تفتقر لابسط الامكانات الحديثة من اجهزة رصد وكشف عن المخدرات المهربة في المنافذ والنقاط الرئيسية للتفتيش ورغم شحة امكانيات تلك المنافذ والنقاط الامنية إلا انه لايخلو يوماً من سماع كشف الجهات الامنية عن كميات كبيرة من المخدرات المهربة ومع كل ذلك اسواق المخدرات وتجارتها والترويج لها مازالت رائجة ومنتشرة
رواج وتوسع سوق المخدرات في وطننا قد يكون له اسباب عدة اهمها ان الكثير من المروجين والمتعاطين للمخدرات صاروا اليوم تجاراً ومهربين للمخدرات بسبب ما تدره تجارة المخدراتمن اموال عليهم لتغزو تجارتهم للمخدرات الاسواق والمتنزهات والفنادق والشوارع وربما المدارس والجامعات واماكن عامة في مدننا ومحافظاتنا
المصيبة اليوم ان المخدرات التي يتم توريدها وتهريبها على شكل مواد خام سواء نباتية او صناعية او مصنعة يتم تعديلها في معامل محلية خاصة بها ويعاد تدويرها وتضاف إليها مواد اخرى اشد فتكاً وسمية مما يسبب أضرار صحية من فشل كلوي وفقدان الجهاز المناعي للمناعة وربما الوفاة للمدمن او المتعاطي لها
أصبحت اليوم المواد المخدرة قنابل موقوتة في متناول شبابنا تباع في الصيدليات حيث تقوم الكثير من الصيدليات ببيع ادوية مخدرة وخلطات تؤدي إلى الإدمان دون استشارات طبية و روشتات من الاطباء المختصين في ظل غياب رقابي من الجهات المعنية المختصة
الكثير من الشباب ضحية للمخدرات نتيجة ضغوط نفسية وعائلية ومجتمعية والظروف التي تمر بها البلد والبعض الآخر تم الإيقاع به من قبل عصابات ومروحين وتجار مخدرات واقران ورفقاء السوء ممن دابوا السيرمعهم وفي فلكهم نتيجة غياب الدور الرقابي الاسري والمجتمعي في التنشئة والتربية والمتابعة للابناء ليصبح هؤلاء الشباب المدمنون والمتعاطون للمخدرات ذئاب بشرية ترتكب ابشع جرائم السرقة والقتل والاغتضاب التي يشيب منها الرأس ولا يمر يوم إلا ونسمع عنها في كل مدن ومحافظات وطننا اليمني
الخطر اليوم يتهدد الجميع وكل شاب وفتاة وليس هناك احد بمنأى عن هذه الحرب المدمرة للمجتمع ككل فاللامبالاة وغياب الدور الرقابي والتوعوي لسلوكيات ابنائنا ستضر وتكوي كل بيت وكل اسرة فلا بد للكل من القبام بواحبه تجاه ابنه وابنته واسرته ومجتمعه
رسالة نوجهها إلى السلطات الحاكمة العسكرية والامنية مفادها ان هناك حرب افيون اخرى لابد عليكم من خوضها حرب تجارة وتهريب المخدرات فمن الوجب عليكم اليوم تجفيف منابع التهريب لها ومنع دخول المخدرات وتشديد العقوبات على متعاطي ومروحي وتجار هذه السموم القاتلة و تاهيل الكادر الامني المتخصص لمعرفة انواع المخدرات واماكن اخفائها وتهريبها وتوفير اجهزة حديثة من بوابات كشفية للمخدرات توضع في نقاط التفتيش على مداخل المدن والنقاط الجمركية الحدودية
كما هي رسالة اخرى للجهات المعنية كوزارة الصحة والتربية والتعليم العالي والاوقاف والإعلام وكل الجهات الحكومية لابد من تظافر الجهود للقيام بدورها الرقابي على الصيدليات والمدارس والجامعات وتوعوية الشباب من خطر المخدرات واضرارها الصحية والنفسية والاقتصاددية على حياة الفرد والاسرة والمجتمع
ختاماً رسالة للاب و للمجتمع ككل هؤلاء المدمنون من الشباب والفتيات وغيرهم هم ابنائنا وابناء مجتمعنا فالاب إذا لم يكن طبيباً فليكن مسعفاً لولده حال علم انه متعاطي للمخدرات ولايتستر عليه ليرده إلى جادة الصواب وعلينا كمجتمع ان لا تكون نظرتنا إلى المدمنين والمتعاطين للمخدرات قاصرة بنبذهم واقصايهم من مجتمعنا بل يجب ان ندرك ان الإدمان مرض نفسي يجب علاجه واعادة تاهيل صاحبه ليصبح فرداً نافعاً ومفيداً لنفسه ومجتمعه